في سابقة، دعا صناعي موال للنظام السوري إلى تربية الخنازير، كأحد الحلول لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف باقتصاد نظام الأسد.
وفي التفاصيل، اعتبر الصناعي عاطف طيفور، أن تربية الخنازير بغرض التصدير قد تكون واحدا من الحلول للأزمات الاقتصادية، وقناة لرفد خزينة الدولة بالمال.
وقال على صفحته الشخصية “فيسبوك”، إن فكرة إنشاء حظائر تربية الخنازير في سوريا ستشكل ثروة حيوانية واقتصادية هامة لسوريا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وأضاف أن “أكثر من ربع الغذاء العالمي يعتمد على لحم الخنزير، وحتى جلده والشعر والدهون تستعمل في الصناعة والدواء”.
وتابع طيفور، بأن دورة إنتاج لحم الخنزير تعد سريعة جدا، وهي أسرع من الغنم والبقر والدجاج، حيث إن التكاثر يصل حتى ١٠ للأنثى الواحدة، وسرعة النمو متسارعة جدا وتصل لـ٢٠٠-٤٠٠ كغ خلال فترة قياسية، كذلك فإن تكلفة الإنتاج لا تقارن بأي نوع من اللحوم، لأن علف الخنازير زهيد التكلفة، ولا يحتاج إلى استيراد.
ومستبقا الجدل، قال الصناعي: “هذا النوع من الطرح سيعتبر استفزازا للبعض، والبوست مفتوح للنقاش، ولمن سيدخل الدين والحلال والحرام بهذا البوست، أذكره بأننا نمتلك معامل بيرة وعرق، ونستورد ونصدر الكحول، وهذه الأرباح تدخل بالميزانية العامة، ويقبض منها الجميع، بشكل مباشر كرواتب، وبشكل غير مباشر من خدمات”.
من جانبه، قلل الباحث الاقتصادي السوري، يونس الكريم، من الجدوى الاقتصادية لتربية الخنازير في سوريا، واصفا دعوات الصناعي بـ”الحلول غير المجدية”.
وفي حديثه لـصحيفة “عربي21” قال: الواضح أن طيفور غير مطلع على جدوى تربية الخنازير، بما تتطلبه من منشآت وكلفة عالية.
وأضاف الكريم، أن الصناعي يحاول جذب الأنظار إليه، من خلال الحديث عن طرح مخالف للمزاج العام، وذلك حتى يحجز له مكانا بين الطبقة الاقتصادية المقربة من بشار الأسد، بعد أن أطاح الأخير برجال أعمال بارزين، ومنهم قريبه رامي مخلوف.
ولم يستبعد الباحث وقوف جهات استخباراتية خلف طرح طيفور، وذلك بهدف تشتيت الرأي العام الغاضب من تردي الأوضاع الاقتصادية، موضحا: “الطرح أخذ النقاشات إلى تناول قضية الحلال والحرام، بعيدا عن الهموم والمتاعب اليومية التي تواجه الشعب السوري”.
وحسب الكريم، فإن الطرح يساعد الأسد كذلك على تسويق نظامه على أنه نظام علماني، خدمة لتعويم نظام الأسد من جديد من بوابة العلمانية.
من جانبه، عبر الباحث الزراعي، الدكتور موسى الخطيب، عن استغرابه من الدعوة لتربية الخنازير، معتبرا أن الأولى دعم الثروة الحيوانية الموجودة أصلا.
وقال لـ”عربي21″: دون الخوض في تحريم تربية الخنزير، تشتهر سوريا بأنها موطن لسلالات مواشي مشهورة بإنتاجيتها، مثل الماعز الشامي، وغنم العواس، متسائلا: “لماذا لا يتم التركيز على دعم المربين، بدلا من الحديث عن الدخول بقطاع غير معروف الربحية، وغير معتاد من السوريين.
والسؤال الأهم، من وجهة نظر الخطيب، هو كيفية تأمين أسواق مجاورة لتصدير الخنزير من سوريا، ونظام الأسد يتعرض لعقوبات أمريكية وأوروبية، متسائلا: “هل سيتم تصدير الخنزير إلى إيران مثلا”؟
وحسب تقديرات أممية، فإن 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، في العام 2020.
وتعاني الليرة السورية من تراجع مستمر أمام العملات الأجنبية، إلى الحد الذي تجاوز فيه سعر الدولار الأمريكي الواحد حاجز الـ3000 ليرة سورية، في حين أن سعره قبل اندلاع الثورة في العام 2011 كان لا يتجاوز الـ50 ليرة سورية.
المصدر: عربي21