الرئيسية » مجلة أمريكية: لهذه الأسباب ستتفوق تركيا على روسيا لو حدث صدام بينها في سوريا

مجلة أمريكية: لهذه الأسباب ستتفوق تركيا على روسيا لو حدث صدام بينها في سوريا

قالت مجلة “ناشيونال إنترست” إنه في حال وقع صدام أو قتال بين القوات التركية والروسية في سوريا ستكون الغلبة لتركيا وفقاً لمحللين عسكريين أميركيين.

وأضافت المجلة في تقرير، أن القوتين متساويتين في الحجم والقدرة العسكرية على الرغم من أن روسيا تُعتبر قوة عظمى سابقة تحتفظ بجيش كبير وأكبر ترسانة للرؤوس النووية في العالم، بينما تركيا إحدى أقوى الدول في حلف الناتو، وتُعتبر قوة متوسطة تفتقر إلى الأسلحة النووية.

الباحث في مركز الأبحاث التابع لمركز التحليلات البحرية والخبير في الجيش الروسي مايكل كوفمان قال للمجلة: “ميزان القوى في سوريا ضد روسيا”.

تقرير المجلة شبّه الواقع العسكري بسوق العقارات، حيث الموقع هو الأهم، فالتفوق العسكري الروسي لا تتم ترجمته كقوة عسكرية متفوقة في شمال شرق سوريا. وأشار إلى وجود ما وصفه بثغرة أمنية في التواجد العسكري الروسي في سوريا، حيث أن موسكو تمتلك قاعدة جوية رئيسية واحدة فقط في سوريا -قاعدة حميميم الجوية بالقرب من ميناء اللاذقية- وقاعدة بحرية في طرطوس، وتعتمد على السفن لجلب إمدادتها العسكرية إلى هذه القواعد وذلك عبر المرور في البحر الأسود ومضيق البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا، على عكس الولايات المتحدة التي لديها قوة نقل جوية كبيرة في حال التدخل العسكري السريع في الخارج.

واعتبر كوفمان أن هذه القيود اللوجستية والبنية التحتية للجيش الروسي في سوريا لا تسمح لروسيا بتعزيز قواتها أكثر مما هو موجود حالياً، مشيراً إلى أن هذا الوجود العسكري الحالي وغير القابل للتطور يضع روسيا في موقع ضعيف جداً.

واستبعد التقرير أي ضربة روسية انتقامية ضد تركيا وقال إنها إن حدثت فإنها ستكون محفوفة بالمخاطر وذلك بسبب أن تركيا عضو في حلف الناتو، وعلى الرغم من أن الحلف لن يدعم الحملة العسكرية التركية في سوريا لأنها تقع خارج منطقته إلا أنه سيكون ملزماً بدعم تركيا في حال تعرضت الأخيرة إلى هجوم على أراضيها، ومع ذلك لا توجد أي احتمالية لمواجهة عسكرية بين البلدين.

ففي آذار/مارس 2020، سافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو لتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في إدلب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتأمين ممر أمني على طول طريق “إم-4” حيث يضم دوريات روسية تركية مشتركة.

ومع ذلك فإن التقرير شبّه هذا الوضع بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي حيث لم تقع اشتباكات مباشرة بينهما إنما كان القتال بالوكالة. وفي شباط/فبرايرعام 2020 وقع تصادم بين قوات النظام وتركيا بعد أن قتلت الضربات الجوية للنظام 33 جندياً تركياً، ردت تركيا بضربات عبر هجمات بطائرات مسيّرة مسلّحة على قوات الأسد وأسقطت 3 طائرات حربية. وكانت تركيا أسقطت طائرة روسية حربية عام 2015، إلا أن كلا البلدين نجحا في تجنب الضربات.

ومع ذلك، فإن لدى تركيا ما يقدر من 7000 جندي في شمال سوريا مدعومين بطائرات بدون طيار ومقاتلات، بينما تدعم الطائرات الروسية قوات النظام في محاولات لإعادة السيطرة على إدلب، حيث يتواجد في هذه المنطقة مستشارون وشرطة عسكرية روسية، ومن هنا وضع التقريرعدة سيناريوهات محتملة لاشتباك روسي تركي:
على سبيل المثال، قد يؤدي هجوم تركي على قوات الأسد إلى إصابة المستشارين الروس والذين سوف يطلبون الدعم من سلاح الجو الروسي، وهناك احتمال آخر بأن تقوم طائرات تركية بإسقاط طائرات روسية بالخطأ وترد روسيا بإسقاط طائرات تركية.

ويقول كوفمان: “لا موسكو ولا أنقرة ترغبان بقتال مباشر، فلا يمكن لأي منهما التراجع عن القتال إذا حدث، يعملان على تجنب القتال، لا يمكن لأي طرف قبول الخسائر في الأرواح دون اتخاذ نوع من الإجراءات”.

ومن المفارقات الحالية أنه على الرغم من التاريخ المضطرب بين البلدين وسلسلة الحروب التي وقعت بينهما من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين فإن الأزمة السورية دفعت بالبلدين إلى التقارب، إذ أن شراء تركيا لصواريخ “إس-400” الروسية أغضب الولايات المتحدة ودفع بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إخراج تركيا من برنامج التسليح بالمقاتلات “إف-35”.

ويطرح التقرير ما إذا كان لكل من تركيا وروسيا أهداف غير قابلة للتحقق أو التوافق في ما بينهما، إذ تحتل القوات التركية شمال شرق سوريا، وذلك بهدف إنشاء منطقة عازلة بين الأكراد السوريين الذين شكلوا منطقة إدارة ذاتية مستقلة عن النظام، والأكراد الأتراك الذين قاتلوا الحكومة التركية منذ فترة طويلة في محاولة للاستقلال، بالإضافة إلى أن أنقرة تود زوال نظام بشار الأسد، لأسباب عدة منها أن هجوم النظام على إدلب دفع ما يقرب من مليون لاجئ نحو الحدود التركية.

من جانبها، فإن روسيا مصممة على الحفاظ على نظام الأٍد، فموسكو ودمشق حليفتين منذ الستينيات، والقاعدة البحرية الوحيدة لموسكو خارج روسيا هي ميناء طرطوس، لذلك هي تعمل على محاربة المعارضة التي اقتربت من إسقاط نظام الأسد، واستخدمت لهذا الهدف طائرات حربية وتعاونت مع إيران وحزب الله اللبناني، وكان لها دور أساسي في تمكين جيش النظام المنهك من استعادة السيطرة على معظم البلاد.

ويقول كوفمان: “الجيش الروسي سوف يتدخل نيابة عن النظام من أجل استقراره واستمراريته، لكنه لن يتدخل لصالح جيش النظام في إدلب، روسيا ليست بحاجة إلى إدلب”.

ويتوقع خبراء وفقاً للتقرير، بأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب سيكون مؤقتاً في أحسن الأحوال، إذ سيدعم الروس رغبة النظام في استعادة إدلب، فالرئيس فلاديمير بوتين سيكون سعيداً بإعادة السيطرة على الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة.

 

المدن