كشف خبير عسكري إسرائيلي عن أسباب وقوع عشرات الانفجارات الغامضة في الأشهر الأخيرة في محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، مشيرا إلى أنها ناجمة عن هجمات للطيران الإسرائيلي، استهدفت مخازن أسلحة وذخائر تابعة لإيران وميليشيا “حزب الله”.
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع “ويللا”، وترجمته صحيفة “عربي21″، أنه “في بعض الحالات، أبلغ السوريون عن انفجارات طويلة، ما يشير إلى حجم مخابئ الأسلحة، وقربها من المناطق الحضرية”، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي زاد من ضغوطه ضد خطة ميليشيا “حزب الله” وإيران في إطار معركة سرية لمنع إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة”.
ونقل عن “رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية أمان، الجنرال تامير هايمان أن المحور الإيراني مستمر بترسيخ نفسه لإلحاق الضرر بإسرائيل عبر الجولان، وجهودنا تنجح بإلحاق الضرر بهذه القدرة، وتقليصها، ولذلك فإن هجماتنا تثبط من الخطة الإيرانية لترسيخ نفسها في جنوب سوريا”.
وأشار إلى أن “قائد المنطقة الشمالية الجنرال أمير برعام بدا أكثر تصميماً عندما قال رأيه في الموضوع السوري في محادثات مغلقة مع قادة كتائب المشاة والمدرعات، معلناً أنه لن تصبح هضبة الجولان نموذجا لجنوب لبنان، حزب الله يعمل هناك انطلاقا من اللواء الأول السوري، في محاولة لمد نفوذه، وقدراته، وخلق جبهة ثانية مع إسرائيل”.
وأوضح أن “قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تؤثر في الحملة ضد عملية التأسيس، مع تقاسم الجهد مع أجهزة الاستخبارات، حيث تقوم آليات الاستشعار والتقنيات بجمع المعلومات، وتحويلها إلى أهداف للهجوم الجوي، وبعد مرحلة إنتاج الهدف، تتم مهاجمة الأهداف الدقيقة، وبات ما نسبته 70% مما ينتجه الرصد الميداني من أهداف تمت الموافقة عليها كهدف للهجوم”.
وأضاف بوخبوط أن “البحث عن تلك الأهداف في المنطقة العمرانية هناك أشبه بالعثور على إبرة في كومة قش، لكن هذه الجهود العملياتية الإسرائيلية ضد محاولات إيران لترسيخ نفسها في جنوب سوريا يشكل تحديا كبيرا للإيرانيين وحزب الله، لأنه لا يوجد في المنطقة شيعة تقريبًا، لكن الحقائب الإيرانية محملة بالدولارات، خاصة عندما يكون الأجر اليومي في سوريا حوالي دولارين في اليوم”.
وأوضح أنه “في 2019، أعيد تنظيم القوات على الجانب السوري، هذه المرة بطريقة أكثر سرية ومحدودة، حيث يسيطر عليها حزب الله، وتتضمن سعيًا دؤوبًا لجمع المعلومات الاستخبارية حول نشاط الجيش الإسرائيلي، والتخطيط، والاستعداد لهجمات مسلحة على الحدود السورية، ليس فقط لأن هذه القوات تعمل بصورة سرية، ولكن لأن الروس وافقوا على خرق الالتزام بنزع السلاح من الحزب والإيرانيين ضمن 80 كم من الحدود”.
وأشار إلى أن “الإيرانيين وحزب الله أجروا تقييماً للوضع الأمني هناك، وقرروا تغيير أنماط العمل، من خلال النشاط الأقل علانية، وبعيدًا بشكل كبير عن الحدود الإسرائيلية، لكنه نشاط يتطور بطريقة تعرف كيف تستوعب في المستقبل الآلاف من أعضاء المليشيات تحت قيادة حزب الله أو فيلق القدس الإيراني، وتتصرف تحت القيادة”.
واستذكر بوخبوط “دعوة قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني لمقاتليه، إلى الاندماج في المواقع الأمامية للجيش السوري القائمة في جنوب سوريا، لإنشاء مستودعات أسلحة، ومواقع لجمع المعلومات الاستخباراتية، وخطط عملياتية تخدم المصالح الإيرانية، مثل الهجمات المسلحة، أو المناورات الأوسع، وهكذا وحدت جهات من لبنان وإيران وسوريا قواها العسكرية، واستخدمت الأموال الإيرانية، لنسخ التهديدات من جنوب لبنان إلى سوريا”.
وأشار إلى “أسماء بارزة من الضباط في حزب الله يديرون معًا نشاطًا لوجستيًا واسع النطاق برعاية الأمين العام حسن نصر الله، بالتزامن مع رغبة الإيرانيين بالسيطرة على جنوب سوريا، لإنشاء قواعد ستضغط بشكل كبير على إسرائيل، كي لا تهاجم إيران في المستقبل؛ الأمر الذي يعني استنزاف الجيش الإسرائيلي في الحدود السورية، دون دفع ثمن في لبنان”.
وأوضح أن “الأسد يراوح مكانه بين الرغبة في العودة للإيرانيين للمساعدة المستمرة في الحرب لتثبيت نظامه، وبين الرغبة في إعادة السلام لما تبقى من دولته المفككة، ويريد الروس كسب أكبر قدر ممكن من المال والسيطرة والتأثير حتى يتمكنوا من المناورة بين الطرفين، ومن أجل فهم أكثر لهذه المعادلة يمكن لإسرائيل القيام بمسح أمني استخباري لعدد محاور الحركة الجوية والبرية القريبة والحيوية بين طهران ودمشق وبيروت”.
وأضاف أن “هذا المسح الأمني يعيد لأذهان الإسرائيليين عدة أحداث، تخللها في الأسابيع والأشهر الأخيرة دوي انفجارات لساعات طويلة، ومشاهدة كرات نارية فوق الحدود السورية اللبنانية، أسفرت عن تدمير مخازن صواريخ وذخائر حزب الله ومليشيات إيرانية، ومقتل وجرح العشرات من عناصرهما، مع أن مستودعات الأسلحة هذه تمتد من إيران إلى دمشق، وتم حفرها في التلال القريبة من مواقع الانفجارات”.
وزعم أن “نظام الأسد لا يريد أن يخسر جنوب سوريا، لكنه في الوقت ذاته لا يحبذ، على أقل تقدير، الجهود التي يبذلها الإيرانيون وحزب الله للاستيلاء على المواقع العسكرية في هذه المنطقة، لذلك أمر قبل عدة أشهر شقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة المدرعة بالانتقال من الشمال إلى الجنوب، وهدفها الأساسي حماية النظام ورموز الحكومة هناك”.
ونقل عن “التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن الأسد لن يوافق على المدى الطويل على الاشتباكات التي يولدها الإيرانيون وحزب الله في جنوب سوريا، وسيحاول تقليصها بطرق هادئة لاستعادة السيطرة عليها، وكانت الخطوة الأهم بتحريك شقيقه جنوباً، ما يكشف أنه يشعر بالعجز والضعف في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، التي قد يتم تسريعها على المدى الطويل لتهدئة المنطقة، فيما يتوق نظام الأسد للاستقرار، ويخشى على حياته”.