ذكرت منظمة الرؤية العالمية “وورلد فيجن”، وشركة “فرونتير إيكونوميكس” لتطوير النتائج الاقتصادية ،(أكبر شركة استشارات اقتصادية مستقلة في أوروبا): أن التكلفة الاقتصادية للنّزاع في سوريا بعد 10 سنوات، تقدّر بأكثر من 1.2 تريليون دولار أمريكي.
وأشار التقرير الذي حمل عنوان “ثمن باهظ للغاية: تكلفة الصراع على أطفال سوريا” إلى أن “النتائج تشير إلى أن جيلا كاملا قد ضاع في هذا الصراع، والأطفال سيتحمّلون التكلفة من خلال فقدان التعليم والصحة، مما سيمنع الكثيرين من المساعدة في تعافي البلاد والنمو الاقتصادي بمجرد انتهاء الحرب”.
وأضاف: “حتى إذا انتهت الحرب اليوم، فستستمر تكلفتها في التّراكم لتصل إلى 1.7 تريليون دولار إضافي بقيمة العملة اليوم وحتى عام 2035”.
وأردف: “إن النتائج الاقتصادية للتقرير مصحوبة باستطلاع قامت به منظمة الرؤية العالمية لما يقرب من 400 طفل وطفلة وشاب وشابة سوريين في سوريا ولبنان والأردن، تكشف عن الخسائر البشرية الهائلة للصراع”.
ولفت إلى أن “الصراع في سوريا يعتبر من أكثر النزاعات الدموية بالنسبة للأطفال والأكثر تدميرا، حيث يقلل من متوسط العمر المتوقع للأطفال بمقدار 13 عاما. كما تم استخدام ما يقدر بنحو 82% من الأطفال الذين جندتهم الجهات المسلحة في أدوار قتالية مباشرة وكان 25% منهم دون سن 15 عاما. وقُتل ما يقدر بنحو 55,000 طفل منذ بدء النزاع، بعضهم عن طريق الإعدام بإجراءات موجزة أو التعذيب”.
وأوضح أن “تقييمات منظمة الرؤية العالمية في شمال غرب سوريا وجدت أن كل فتاة تحدثت معنا تعيش في خوف من التعرض للاغتصاب والاعتداء الجنسي. وازداد زواج الأطفال، الذي يمكن أن يؤدي إلى سوء المعاملة والأذى الجسدي والنفسي الكبيرين، إلى حد ينذر بالخطر. فقد طالب جميع الأطفال الذين تمت مقابلتهم بشيء واحد، ألا وهو السلام”.
وشدّد التقرير على أن “السلام المصحوب بحل سياسي شامل وتمثيلي للأزمة هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التكاليف الاقتصادية والبشرية. ودون تحقيق ذلك، سيستمر الأطفال السوريون في دفع ثمن فشل الكبار”.
من جهته، قال الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة الرؤية العالمية، أندرو مورلي: “لقد وقف العالم متفرجا وسمح لهذا الصراع بالاشتعال لمدة عشر سنوات، وسلب الأطفال حقوقهم الأساسية ومنع جيلا كاملا من الفتيات والفتيان من الوصول إلى ما منحهم الله من قدرة”.
وأشار مورلي إلى أنه التقى بأطفال في جميع أنحاء المنطقة، وكان “الصراع قد حطّم حياتهم وقتل أحباءهم، ودفع بفتيات وفتيان كانوا قد تركوا المدارس إلى التّسول في الشوارع ومواجهة تهديدات جديدة بالعنف في الأماكن التي فروا إليها”.
وتابع: “السلام الدائم هو الحل الوحيد القابل للتطبيق لأطفال سوريا”، مؤكدا أن “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية لبذل ما في وسعه لتحقيق ذلك”.
واستطرد قائلا: “التكاليف الاقتصادية مدمرة ويستمر الأطفال في دفع الثمن. نحن بحاجة إلى إرادة سياسية ودعم مالي وشغف جماعي للسلام والأمن. يجب أن نتحرك الآن لتحقيق الأمل”.
بدوره، أضاف مدير مكتب استجابة الأزمة السّورية لدى منظمة الرؤية العالمية، يوهان مويج بالقول: “يأتي الأطفال إلينا يوميا في سوريا وهم جائعون ويشعرون بالبرد ومنزعجون”.
وتابع: “يستطيع الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات أن يسمّوا كل نوع من أنواع القنابل بحسب صوتها، ولكن في بعض الأحيان بالكاد يستطيعون كتابة اسمهم بعد أن فاتتهم فرصة التعليم. ولا يمكننا أن نتركهم محاصرين في دائرة العنف هذه”، مطالبا بضرورة “وقف الحرب ووباء العنف ضد الأطفال قبل فوات الأوان”.