الرئيسية » كيف سيؤثر دخول أمازون على مستقبل التجارة الإلكترونية في مصر؟

كيف سيؤثر دخول أمازون على مستقبل التجارة الإلكترونية في مصر؟

بدأت شركة أمازون العالمية مزاولة نشاطها رسمياً في مصر، باستثمارات تتجاوز المليار جنيه ليحتل السوق المصري بذلك المرتبة الأولى من حيث استثمارات عملاق التجارة الإلكترونية في القارة الإفريقية.

وانتهى فعليا ًوجود “سوق دوت كوم” في مصر، وتحولت علامتها التجارية إلى الشركة المالكة الأصلية “أمازون” Amazon، ليحل محله “أمازون مصر”، أسوة بما حدث في السعودية والإمارات.

وتعمل “أمازون مصر” عبر مستودع رئيسي لها في العاشر من رمضان، بمساحة 28 ألف متر مربع، وبمساعدة 15 محطة توصيل في القاهرة والإسكندرية وطنطا والإسماعيلية وأسيوط، وبفريق من 3 آلاف موظف.

ولكن كيف يؤثر دخول أمازون على مستقبل التجارة الإلكترونية في مصر، وكذلك على الثقافة الشرائية للمستهلكين، وهل سيكون تأثيراً سلبيًا أم إيجابياً؟

أمازون تتبنى خوارزميات ذكية لجذب المستهلك المصري

“تراهن أمازون على المستهلك المصري، وتقدم خوارزميات ذكية، وفي وقت لا تريد فيه الناس النزول للأماكن المزدحمة بغية الشراء ويرغبون في وصول ما يريدونه إلى البيت مباشرة دون القيام بأي مجهود”، وفق ما قاله محمد عكاشة مؤسس صندوق ديسربتيك، المتخصص فى الاستثمار بشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، والعضو المنتدب السابق لشركة فوري لـ”إيكونومي بلس”.

قال، إن فرص نمو قطاع التجارة الإلكترونية في مصر قوي، خاصة وأن معظم فئات المواطنين تنتمي لفئة الشباب، وهو ما يعني وجود تغيرات في النشاط التجاري بصفة عامة على المدى المتوسط.

تغيرات في النشاط التجاري بمصر على المدى المتوسط

بدأت شركات التجارة الإلكترونية في تجهيز بنية تحتية كبيرة للتخزين والتوصيل في محاولة منها لتقديم جميع المنتجات للعملاء، يساعدها في هذا زيادة عدد مستخدمي الهواتف الذكية في مصر، هكذا أضاف عكاشة.

أفرزت أزمة كورونا مجال كبير للتوسع في مجال التجارة الإلكترونية وكذلك زيادة المعاملات المالية عبر الإنترنت، واتجهت الحكومة والبنك المركزي في تعزيز ودعم هذا النشاط.

هل هناك مجال للقرصنة والهجمات الإلكترونية؟

يرى عكاشة، أن الشركات العالمية مثل أمازون تعدت مراحل المخاطر الإلكترونية، ولديها من الخصائص التي تمنحها حماية إلكترونية، أيضًا البنك المركزي يسيطر على كافة المعاملات المالية الإلكترونية بشكل ناجح، ويؤمنها وفق سياسات محددة.

من المنتظر أن يؤدي دخول أمازون السوق المصرية لإنهاء الأزمة التي كان يعاني منها القطاع اللوجيستي، بحيث تتوافر السلع التي لم تكن متواجدة محليا، وكذلك تقدم حلول جديدة في التخزين والتوزيع، بحسب رأي المهندس وليد جاد، رئيس غرفة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي عبر عنه لنا في اتصال هاتفي.

هل ستواجه أمازون مشاكل جمركية على بعض السلع؟

الشركات العالمية مثل أمازون تقوم بفحص شامل لأي سوق تنوي التواجد به، يشمل هذا الفحص الناحية الجمركية والضريبية ورغبات المستهلكين أيضًا البنية التحتية لهذا السوق ومدى جودة الطرق، حسبما أضاف.
تابع جاد: “أعتقد أن أمازون توصلت لاتفاقات محددة مع الحكومة المصرية فيما يخص جمارك بعض السلع”.

الشركات المصرية في تحدي وعليها توفير خدمات تضاهي أمازون

تواجه الشركات المصرية المنتجة للسلع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية تحدي كبير للغاية، وعليها توفير منصات سهلة وقوية ومعبرة تسهم في تقديم خدمات تضاهي مستوى أمازون، بحسب رئيس غرفة تكنولوجيا المعلومات.

أين الميزة ؟

على الجانب الآخر، دخول أمازون سيفتح أسواق أمام الشركات المصرية بطريقة غير مباشرة، لأنه بمثابة دعاية للسوق المصري لما به من مقومات ومستهلكين، وبالتالي على الشركات استغلال هذه الفرصة بأقصى حد ممكن، كما أنه يعد منافسة صحية للنشاط الاقتصادي.

ما العائد على المستهلك؟

أمازون تتبنى سياسات تستطيع من خلالها التعرف على احتياجات المستهلك وتوفيرها مبكرًا، ولذلك سيجد المستهلك منتجات وسلع تتمتع بجودة عالية بسهولة، هذا لأنها استطاعت التعرف على طبيعة العميل المصري من خبرتها السابقة مع “سوق. كوم” الذي ساعدها على بدء نشاطها من بوابتها الرئيسية في مصر.

الأمية حاجز أمام التعاملات الإلكترونية

المواطن المصري والإنسان بشكل عام بطبعه لديه تخوفات من تجربة أي شئ جديد، هذا يرجع إلى نقص التوعية وأيضًا الأمية، فمثل ما هو لا يتعامل مع المتغيرات الإلكترونية سواء من ناحية التجارة أو التعامل المالي، لديه أيضا تخوف من التطعيم ضد فيروس كورونا، كما رأى سمير عبد الفتاح، دكتور علم النفس الاجتماعي والسياسي في حديثه لـ”إيكونومي بلس”.

انخفاض المستوى الثقافي لدى المواطنين والمتعلمين منهم أيضا ساهم في متغيرات عديدة، والكثير منهم بات لديه تقصير في بعض أنماط حياته اليومية على الصعيد العملي والتجاري، هكذا أضاف.

السوق المصري استهلاكي ويحقق مكاسب

يرى عبد الفتاح، أن الشركات العالمية مثل أمازون ترى فرصة في السوق المصري لأنه من ضمن الأسواق الاستهلاكية التي يمكنها من تحقيق مكاسب عالية.

وحدد التأثير الذي يمكن تحقيقه من دخول السوق المصري، بالاقتصادي والاجتماعي، مضيفًا :”لديهم القدرة على تغيير البنية الاجتماعية للشعب المصري من خلال توفير منتجات جديدة كليًا على المصريين”.

في سياق مواز، قالت أمازون في رسالة نصية أرسلتها، الأربعاء، لكل عملائها: ” اليوم، ندخل عهداً جديداً من النمو والتطور، إذ يسعدنا مشاركتكم إعلاننا عن إطلاق موقع أمازون مصر Amazon.eg“.

أضافت: ” نتيح لكم كل المنتجات بأسعار مخفضة، ونقدم خيارات دفع متنوعة باستخدام بطاقات الائتمان والخصم المباشر والدفع نقداً عند الاستلام، بالإضافة إلى خدمات التوصيل السريعة والموثوقة”.

المصدر: موقع economyplus