نشرت مجلة Science بحثا غريبا من نوعه، مفاده أن السناجب ستحل مشكلة فقدان العضلات لدى رواد الفضاء. ويأتي هذا البحث، بعد أن راقب المعنيين دخول السناجب في السبات الشتوي، وبشكلٍ طبيعي ستتوقف عن الطعام وتعيش على مخزون الدهون المُخزن في أجسامها، وتستمر بذلك حتى الربيع.
ومن المتوقع أن تنقص كتلتها العضلية نتيجة الصيام المديد وقلة الحركة، فالضمور العضلي لا مفر منه. إلا أنها تحافظ على هذه الكتلة دون أي نقصان، وهذا ما أثار حيرة الباحثين، الذين فكروا بحل مشكلة رواد الفضاء من خلال تلك السناجب النائمة.
بعد العديد من الأبحاث والدراسات، وجد عالم الأحياء ماثيو ريجان سبب بقاء الكتلة العضلية للسناجب كما هي، حيث قام بدراسة مجموعة من السناجب تُسمّى (السناجب الأرضية ذات الـ13 خط) وهي شائعة في أمريكا الشمالية. وأردف العالم، أن النظرية التي اُعتمدت قديمة وتعود لثمانينات القرن الماضي وتُسمّى (إنقاذ نيتروجين اليوريا).
تقول النظرية أن جسم السناجب خلال السبات يقوم بخدعة صغيرة عبر الفلورا المعوية، والتي تقوم بإعادة تدوير (استخدام) النتروجين الموجود في اليوريا لبناء العضلات والنسج المُختلفة من جديد. أيّ تُعيد تدوير الفضلات التي تُفرز في البول(اليوريا) لبناء العضلات.
لذلك سيوظَف هذا الاكتشاف لخدمة رواد الفضاء، من خلال مساعدتهم في تقليل مشاكل فقدان العضلات، وذلك بتخفيف عملية التخليق البروتيني، وحسب ريجان يتم هذا من خلال الرياضة المُكثفة، وأيضًا إذا عُثِر على طريقة لزيادة عمليات التخليق البروتيني من خلال نيتروجين اليوريا، سيكون أفضل بكثير لهذه المشكلة التي يعاني منها رواد الفضاء.
قام ريجان بهذا البحث عندما كان في جامعة ويسكونسن ماديسون، وحسب رأيه، كوننا نعرف بروتينات العضلات التي يُعاق نموها خلال رحلة الفضاء، نستطيع أن نقارنها بتلك التي يُبنى بها خلال عملية إنقاذ نيتروجين اليوريا أثناء السبات.
وأضاف قائلَا: “إن وجدنا أي رابط بين بروتينات رواد الفضاء وبروتينات السبات، فمن الممكن أن تكون هذه النظرية مفيدة جدًا لصحة العضلات أثناء رحلات الفضاء الطويلة”.