الرئيسية » علماء يستخدمون أحدث تقنية لكشف أسرار الغرفتين في الهرم الأكبر

علماء يستخدمون أحدث تقنية لكشف أسرار الغرفتين في الهرم الأكبر

يمكن لمسح قوي جديد للهرم الأكبر في الجيزة أن يظهر أخيرا ما بداخل غرفتين غامضتين.

ويستعد الخبراء لاستخدام الأشعة الكونية لإجراء مسح جديد فائق القوة للنصب التذكاري الذي يبلغ عمره 4500 عام. وسيسمح لهم بتحليل الميونات – وهي جسيمات سالبة الشحنة تتشكل عندما تصطدم الأشعة الكونية بالذرات في الغلاف الجوي للأرض – بمزيد من التفصيل. وتتصرف هذه الجسيمات بشكل مختلف عندما تتفاعل مع الحجر، مقارنة بالهواء.

وسيساعد الباحثين على رسم خريطة لما يختبئ داخل منطقتين غامضتين من الهرم الأكبر.

وكتب الخبراء في اقتراحهم الجديد: “نحن نخطط لوضع نظام تلسكوب لديه حساسية تزيد 100 مرة عن المعدات التي تم استخدامها مؤخرا في الهرم الأكبر.

ونظرا لأن الكواشف المقترحة كبيرة جدا، فلا يمكن وضعها داخل الهرم، وبالتالي فإن نهجنا هو وضعها في الخارج وتحريكها على طول القاعدة. وبهذه الطريقة، يمكننا جمع الميونات من جميع الزوايا لبناء مجموعة البيانات المطلوبة.

ويمكن أن ينتج عن استخدام تلسكوبات الميون الكبيرة جدا الموضوعة خارج الهرم الأكبر صورا عالية الدقة نظرا للعدد الكبير من الميونات المكتشفة”.

ممر ضيق ومنحدر شديد الانحدار داخل هرم خوفو بالجيزة. من أكبر مناطق الجذب السياحي عالميا، في مصر.

وأطلق مشروع ScanPyramids قبل بضع سنوات لتوفير العديد من التقنيات غير الغازية لتوفير فهم أفضل لهيكلها. وحققت طفرة في عام 2016 عندما كشفت عن تجويف صغير غير معروف من قبل في الوجه الشمالي للهرم.

وبعد عام واحد، أعلن الخبراء عن اكتشاف “Big Void”، وهي مساحة تبلغ 30 مترا لم تكن معروفة من قبل وتقع فوق Grand Gallery.

وأدى ذلك إلى إثارة كبيرة في ذلك الوقت حيث توقع البعض أن الممر قد يؤدي إلى غرفة خفية للفرعون خوفو.

ويُعتقد أن الهرم شيد لفرعون الأسرة الرابعة، لكن لم يعثر على جثته مطلقا. ولكن ليس الجميع مقتنعا.

وقال عالم المصريات الدكتور كريس نونتون لموقع “إكسبريس” سابقا: “هذه التقنية الجديدة لديها القدرة على إظهار أشياء مثيرة لنا. ولكن، كان رد زملائي، الذين يعرفون هذه الأهرامات جيدا، عرفنا دائما وجود التجاويف. إنه أمر مثير، لكنه لا يأخذ فهمنا بعيدا”.

ويعتقد الدكتور نونتون أن أفضل حل للمشكلة هو استخدام كاميرا الألياف الضوئية – وهي قطعة تقنية دقيقة يمكن وضعها من خلال فجوة صغيرة للنظر في الداخل – بدلا من إجراء المزيد من عمليات المسح.

وأضاف: “كل هذا يضرم النار، وهذا يجعلنا جميعا متحمسين للغاية، ولكن عندما يتعلق الأمر بشرح ماهية التجويف، فإن شخصا مثلي سيضطر إلى الدخول إلى هناك لقراءة نقش. هل من الممكن وضع كاميرا من الألياف الضوئية عبر الحائط ومعرفة ما يوجد خلفها؟ يبدو لي أن هذا احتمال. وقد يكون من الممكن القيام بذلك دون التسبب في أضرار جسيمة للجدار، الذي تم ترميمه على نطاق واسع بالفعل”.

المصدر: إكسبريس

 

اقرأ أيضاً: علماء آثار يكشفون أسرار مومياء الفرعون المصري “أمنحتب الأول”

التصوير المقطعي يكشف عن جمجمة الفرعون أمنحتب الأول

تمكّن العلماء من “فك” أسرار بقايا المومياء المحنطة للفرعون المصري أمنحتب الأول رقميا بالأشعة المقطعية.

ويعتقد أن أمنحتب الأول – الحاكم الثاني للأسرة الثامنة عشرة في مصر – توفي حوالي 1506-1504 قبل الميلاد، وفي ذلك الوقت تم الحفاظ عليه بشق الأنفس.

وعلى عكس جميع المومياوات الملكية الأخرى المكتشفة في القرنين التاسع عشر والعشرين، أمنحتب الأول لم يفك من قبل علماء المصريات المعاصرين أبدا. وهذا ليس خوفا من لعنة، ولكن لأن العينة محفوظة بشكل جميل للغاية – مزينة بأكاليل من الأزهار وقناع وجه رائع مُلحق بالأحجار الكريمة.

ومع ذلك، تمكن الخبراء بقيادة جامعة القاهرة من استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لإنشاء عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للرجل تحت اللفائف.

ووجدوا أن الفرعون كان يبلغ من العمر 35 عاما، وطوله 5 أقدام و7 بوصات، ومختونا عندما مات منذ حوالي ثلاثة آلاف عام.

التصوير المقطعي يكشف عن جمجمة الفرعون أمنحتب الأول

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها “فك” أمنحتب الأول – حيث فكّ غلافه لترميمه وإعادة دفنه في القرن الحادي عشر قبل الميلاد على يد كهنة الأسرة الحادية والعشرين.

وأعادوا دفنه في الدير البحري في جنوب مصر، حيث اكتُشف مع عدد من المومياوات الملكية الأخرى التي رممت في عام 1881.

وأوضحت معدة البحث وأخصائية الأشعة، سحر سليم، من جامعة القاهرة ومشروع المومياء المصرية: “حقيقة أن مومياء أمنحتب الأول لم يُفك لفها في العصر الحديث أعطتنا فرصة فريدة”.

وأضافت أن ذلك سمح للفريق، ليس فقط بدراسة كيفية تحنيطه ودفنه في الأصل، ولكن أيضا كيف عومل وإعادة دفنه مرتين، بعد قرون من وفاته، من قبل “كبار كهنة آمون”. ومن خلال فك لفائف المومياء رقميا و”تقشير” طبقاتها الافتراضية – قناع الوجه والضمادات والمومياء نفسها – يمكن دراسة هذا الفرعون المحفوظ جيدا بتفاصيل غير مسبوقة.

.

 

وتابعت سليم: “كان يرتدي بين الأغلفة 30 تميمة وحزاما ذهبيا فريدا مرصعا بخرز من الذهب. ويبدو أن أمنحتب الأول يشبه والده جسديا – كان لديه ذقن ضيقة وأنف صغير ضيق وشعر مجعد وأسنان علوية بارزة قليلا. لم نتمكن من العثور على أي جروح أو تشوه بسبب المرض لتبرير سبب الوفاة، باستثناء العديد من التشوهات بعد الوفاة، على الأرجح من قبل لصوص القبور بعد دفنه لأول مرة”.

وأشارت السجلات في شكل كتابات هيروغليفية إلى أنه كان من الشائع خلال الأسرة الحادية والعشرين اللاحقة للكهنة استعادة وإعادة دفن المومياوات من السلالات السابقة من أجل إصلاح الأضرار التي لحقت بها من قبل لصوص القبور.

ومع ذلك، توقعت الأستاذة سليم وزميلها عالم المصريات زاهي حواس من الآثار المصرية، أن هؤلاء الكهنة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد لديهم دافع خفي لفتح مومياوات عمرها قرون – لإعادة استخدام معدات الدفن الملكية.

ومع ذلك، يبدو أن نتائجهم الأخيرة تتعارض مع هذه الفرضية.

وقالت سليم: “أظهرنا – على الأقل بالنسبة لأمنحتب الأول – أن كهنة الأسرة الحادية والعشرين قاموا بإصلاح الجروح التي تسبب بها لصوص القبور”.

وفي الواقع، يبدو أن المرممين أعادوا المومياء “إلى مجدها السابق وحافظوا على المجوهرات والتمائم الرائعة في مكانها”.

واستخدم العالمان المصريان التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية في أزاله اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن بواسطة برامج الحاسب الآلي وبدون المساس بالمومياء. وتحفظ هذه التقنية المومياء سليمة بدون لمس عكس الطريقة القديمة في فك اللفائف بشك فعلي والذي كان يعرضها للتلف.

الدكتوره سحر سليم قالت إن عمليات مسح الجسم والتصوير المقطعي لم تظهر أي جروح أو تشوه بسبب المرض

وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك (التي تسمى الوضعية الآوزيرية)، بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول. فهذه الوضعية الآوزيرية لم تر في من سبق الملك أمنحتب الأول من الملوك، واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة.

وأثبتت الدراسة أن المخ ما يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، فلم تتم إزالة المخ في عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهما حيث أزيل المخ ووضع مواد تحنيط بداخل الجمجمة.

ودرست سليم والدكتور حواس أكثر من 40 مومياء ملكية تعود إلى عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة (القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد) كجزء من مشروع وزارة الآثار المصرية الذي بدأ في عام 2005.

وقال الثنائي: “يمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب بشكل مربح في الدراسات الأنثروبولوجية والأثرية على المومياوات، بما في ذلك من حضارات أخرى، على سبيل المثال بيرو”.

ونشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Frontiers in Medicine.

المصدر: ديلي ميل