الرئيسية » ملكية بوتين ليخت “شهرزاد” تثير الجدل.. صحيفة تكشف التفاصيل

ملكية بوتين ليخت “شهرزاد” تثير الجدل.. صحيفة تكشف التفاصيل

بقي يخت غامض يبلغ طوله 140 مترا، مكون من ستة طوابق، يراوح مكانه، لعدة أشهر في حوض بناء السفن في مارينا دي كارارا، وهي بلدة على ساحل توسكان الإيطالي، مما أثار جدلا بين السكان بشأن هوية مالكه الثري، وفقا لما أفاد به تقرير لصحيفة “الغارديان”.

واكتسب الغموض حول مالكه زخمًا أكبر في أوائل مارس الحالي، عندما صعدت الشرطة إلى اليخت مع بدء عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد الأوليغارشية الروسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم أن اليخت لم يتحرك منذ فترة، إلا أن “هناك أشخاصا يتولون عمليات تنظيفه طوال الوقت”، بحسب سوزي ديميتروفا، التي تمتلك قاربًا في المرسى، مشيرة إلى أن المرة الأخيرة التي رأت هذ اليخت التي تصفه بأكبر ما رأيته في حياتها، كان العام الماضي، “وكنا جميعا نتساءل عن هوية صاحبه”.

يعرف هذا اليخت باسم “شهرزاد”، وتبلغ قيمته 700 مليون دولار، وهو قيد التحقيق من قبل السلطات الإيطالية بشأن صلات محتملة مع الروس الذين تم فرض عقوبات عليهم.

ويؤكد نشطاء يعملون مع زعيم المعارضة الروسي المسجون، أليكسي نافالني، أن هذا اليخت مملوك للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شخصيا، مطالبين السلطات الإيطالية بمصادرته.

وقالت الصحفية الاستقصائية، ماريا بيفشيخ، والناشط في مكافحة الفساد، جورجي ألبوروف، الاثنين، إن جميع أفراد طاقم عمل اليخت، الذين تم الحصول عليهم من قائمة تعود إلى ديسمبر 2020، كانوا روسيين، باستثناء القبطان.

في مقطع فيديو، نشراه على يوتيوب، زعما أن بعض موظفي اليخت عملوا في خدمة الحماية الفيدرالية الروسية “أف أس أو”، وهي وكالة تدير الأمن لكبار المسؤولين بمن فيهم بوتين.

وكتبت بيفشيخ على تويتر “إنهم موظفون حكوميون روس وعسكريون ويسافرون بانتظام إلى إيطاليا كمجموعة للعمل على اليخت الغامض”، مشيرة إلى أن “هذه المعلومات تثبت ملكيته لبوتين”.

ووصف الناشطان الجزء الداخلي للسفينة بأنه مجهز بمنتجع صحي وحمامات سباحة ومهبطين للطائرات الهليكوبتر، ومدفأة تعمل بالحطب، وطاولة بلياردو مصممة بشكل خاص لتقليل تأثير الأمواج.

وفي خطاب أمام البرلمان الإيطالي، الثلاثاء، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إيطاليا، على مصادرة اليخت، مضيفا أن بوتين وأنصاره الأثرياء غالبا ما يقضون عطلاتهم في إيطاليا، وينبغي حظر ممتلكاتهم.

وقال “لا تكونوا ملجأ للقتلة، صادروا جميع عقاراتهم وحساباتهم ويخوتهم، من شهرزاد إلى أصغرها”.

 

لكن صحيفة “أنسا” الإيطالية، ذكرت أنه تم تغيير طاقم اليخت الروسي المشكوك في ارتباطه ببوتين، إلى آخر بريطاني الأسبوع الماضي، في محاولة رأى بعض النشطاء الروس أنها للتخفي وتجنب العقوبات الأوروبية.

كانت آخر زيارة رسمية لبوتين لإيطاليا عام 2019، بدعوة من رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي. كما أجرى محادثات مع البابا فرنسيس في الفاتيكان خلال الزيارة.

تقع مارينا دي كارارا بالقرب من فورتي دي مارمي، وهي وجهة مفضلة لقضاء العطلات لدى الأوليغارشية الروسية، الذين اشترى الكثير منهم فيلات ومنتجعات شاطئية فيها.

في أوائل مارس، استولت الشرطة الإيطالية على يخت مملوك، لأليكسي مورداشوف، أغنى رجل في روسيا قبل إدراجه على القائمة السوداء من قبل الاتحاد الأوروبي، وآخر مملوك لجينادي تيمشينكو، الملياردير الذي تربطه علاقات وثيقة ببوتين، في ميناء إمبيريا الليغوري.

وتقول صحيفة “الغارديان”، إنه لا يمكن رؤية اليخت حاليا إلا من خلال سياج، حيث يخضع لعملية تجديد، من المقرر أن تكتمل العام المقبل، في حوض بناء السفن المملوك لمجموعة “إيطاليان سي”، وهي شركة تقوم بتجديد وبناء اليخوت الفاخرة.

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” إنهم يحققون أيضا فيما إذا كان هذا اليخت مملوكا لبوتين.

ونقلت “الغارديان” عن مصدر في وحدة الشرطة المالية في “مارينا دي كارارا” إنهم يعرفون الآن من هو المالك وسيصدرون إعلانا قريبا.

وكان تحقيق أجرته صحيفة، “لا ستامبا” في وقت سابق من هذا الشهر، قد ربطت ملكية اليخت بإدوارد يوريفيتش خودايناتوف، الرئيس السابق لشركة النفط الروسية الحكومية “روسنفت”، عبر شركة وهمية مسجلة في جزر مارشال.

لكن صحفا محلية، نقلت عن الشرطة الإيطالية أنها متأكدة من أن خدياناتوف، ليس المالك الحقيقي لليخت.

وحتى تكشف الشرطة الإيطالية عن النتائج التي توصلت إليها، يستمر سكان “مارينا دي كارارا” في الحديث بقلق عن هوية المالك. بالنسبة للبعض “فإنه إذا كان بوتين هو المالك، فإن مجرد النظر إلى اليخت أصبح يسبب لي الكثير من الخوف والقلق بسبب ما يفعله في أوكرانيا”، بحسب المقيمة في المدينة ماريا كريستينا.