إجتماعات جنيف التي سجلت أعلى وتيرة من العدائية والإهانة للمجتمع الدولي وممثليه من قبل الوفد الذي يمثل الأسد هناك , باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من الفشل نتيجة تهرب وفد النظام من الإعتراف بمبادئ ومقررات جنيف1 والتي كانت شرطاً واضحاً إشترطته المعارضة السورية ممثلة بوفدها هناك للبدء بمحادثات وإلا لن تكون هناك جلسات تجمع الطرفين بحسب وفد المعارضة .
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات اليوم بين الوفدين السابق ذكرهما بحضور الأخضر الإبراهيمي لكنها تأجلت بسبب الخلافات التي برزت جراء عدم إلتزام وفد النظام بوعوده والتي تتعلق بالموافقة على بنود جنيف1 .
فيما يرى المراقبون أن الغاية القصوى التي أراد منها النظام السوري بحضوره جنيف2 هي العودة دبلوماسياً للساحة الدولية وتوجيه رسائل سياسية للداخل والخارج بأنه باقٍ رغم كل ما إرتكبه من أعمال قتل وتدمير , ولكن باءت محاولات النظام هذه المرة بالفشل الذريع بحسب ناشطين ومحللين وخسر إعلامياً وسياسياً من خلال عدة أخطاء إرتكبها وفده في المؤتمر .
إذاً لازالت إجتماعات جنيف بين أخذ ورد بين وفدي النظام والمعارضة في ظل غياب إرادة دولية للضغط على الطرف المتعنت والمصر على كبره وتجبره , في الوقت الذي لازالت فيه ألت النظام العسكرية ومليشياته تقصف المدن والقرى السورية وتقتل الأطفال والنساء في كل مكان من التراب السوري حيث قصف لطيران المروحي بالبراميل المتفجرة منطقة سلمى في ريف اللاذقية كما قصفت الكثير من البلدات الدمشقية في الغوطة الشرقية وكان لحلب نصيب كبير من البراميل المتفجرة التي ألقيت على أحياء الميسر وكرم حومد وضهرة عواد والمرجة والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء تحت الأنقاض والمئات من الجرحى , ما يمكن إعتبارها كارثة إنسانية بالفعل في ظل النقص الحاد في المواد الطبية والإسعافية الضرورية في المشافي التي أصبحت تعاني في كل شيئ .
كارثة السوريين اليوم أعظم كوارث القرن , السوريون عيون نحو جنيف والمؤتمرين وعيون نحو السماء لتتلقف البراميل أول بأول وبرأيهم كلاهما جنيف2 والبراميل وجهان لعملة واحدة , فقط من أجل مزيد من قتلهم وتدميرهم وتشريدهم .