تمكّن باحثون من خلال تحاليل أجروها على عدد من المتحجّرات من أن يكتشفوا للمرة الأولى في شمال شرق كولومبيا نوعاً من أسماك القرش مسطّحة الأسنان التي كانت تعيش قبل ملايين السنين.
وعُثر على هذه المتحجرات العائدة إلى نوع يسمى ستروفودوس ريبيكاي في زاباتوكا، على بعد نحو 250 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة بوغوتا.
وبيّنت الدراسات أنّ هذا النوع كان يعيش قبل 135 مليون سنة في هذا الجزء المغمور من أميركا الجنوبية.
وكان طول هذه السمكة يتراوح بين أربعة وخمسة أمتار، ولها أسنان تشبه أحجار الدومينو كانت تستخدمها لسحق الطعام بدلاً من قطعه وتمزيقه كما تفعل أسماك القرش الحالية ذات الأسنان الحادة، وفقاً لعلماء الإحاثة.
واستغرقت الأبحاث التي أجراها في المنطقة كلّ من إدوين كادينا من جامعة روزاريو في بوغوتا وخورخي كاريلو من جامعة زيوريخ السويسرية نحو عشر سنوات، للتوصل إلى هذا الاكتشاف.
ونشرت مجلة بير العلميّة الدراسة الكولومبيّة.
وأوضح كادينا أنّ “المتحجرات وُجدت في أماكن مختلفة في منطقة زاباتوكا، وتعود إلى أكثر من سمكة”، مؤكّداً أنّها “تنتمي إلى النوع نفسه”.
وهذه المتحجرات هي الأولى لأسماك من عائلة ستروفودوس يُعثر عليها في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أي في المنطقة التي كانت تسمّى غوندوانا وكانت تتألّف من أميركا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا والهند والقطب الجنوبي.
وأشار كادينا إلى أنّ “ثمّة آثار للنوع نفسه في أميركا الشمالية وأوروبا، ولا سيما في ألمانيا وسويسرا (…) ولكنّها المتحجرات المكتشفة الأولى حتى الآن لهذه العائلة من أسماك القرش في الجزء الجنوبي من الكوكب”.
ويُعتقد أنّ أسماك القرش “كانت تؤدي دوراً مهماً في المنظومة البيئية” البحرية في ذلك الزمن، “لأنّها تستطيع بأسنانها أن تسحق فرائس كالأسماك وكذلك اللافقاريات، وفي الوقت نفسه كانت تشكّل فريسة للزواحف الكبيرة التي كانت موجودة في هذه البيئة”.
المصدر: أ.ف.ب