الناس في المناطق المحررة في حلب وإدلب وغيرها من المناطق التي تدور فيها إشتباكات وقتال مستمر بين تنظيم الدولة وكتائب
الثوار باتوا على يقين اليوم أن مشروعهم الجهادي في خطر جراء سياسة الغدر التي اتبعها التنظيم وما جرى خلال الأيام الماضية
تعتبر دلائل كافية لقطع الشك باليقين ..
لو كانت الدولة على حق وتدعي أنها تقاتل صحوات لماذا تتبع سياسة الغدر والقتل العشوائي للناس ؟ هل كل الناس الذين
استهدفتهم مفخخاتهم مرتدين كما يزعمون ؟ لماذا أجمع العلماء كلهم على عشوائية الدولة في سياساتها ,وخطأ سلوكها ؟
لماذا لم تستجب الدولة أو بالأحرى قادتها وأمرائها لكل المبادرات التي قدمها العلماء لإصلاح ما أفسدته سياسات القتل
التي كانت سياسة الدولة تتبعها مؤخراً ؟
دائماً الدولة كانت تدعي أنها في مظلومية وأن حرباً ضروس تُشنّ عليها ! لو سلمنا جدلاً بذلك , لماذا إذاً لم تشرح للناس
مظلومياتها بشكل منطقي أو تدافع عن نفسها وترد على الإتهامات الموجهة لها بشكل عقلاني يستوعبه العقل وهي كثيرة ومشروعة؟
هل الرد يكون إذاً بتفخيخ السيارات وتفجيرها في الأماكن العامة والخاصة والزج بمهاجرين أبرياء لا يعرفون تفاصيل المكان
ولا التوزع الجغرافي الحقيقي لأماكن سيطرة الثوار أو أماكن سيطرة النظام ومليشياته؟ وهذا ما بينته عدة شهادات أدلى بها
مهاجرون بعد اعتقالهم والذين كانوا قد رفضوا قتال المسلمين وسياسة الدولة , لكن مُنعوا من جوازات سفرهم وأكرهوا على البقاء ,
وعندما تحين غزوة ما كما يسمونها على مقار لمجاهدين في المناطق المحررة يقولون لهم أنها أماكن لتجمع النصيرية فعليكم بهم
قتلا وتفجيراً .
بربكم هذا هو الذي استنصركم من أجله أهل الشام , وهل هناك عاقل يرضى بأن يتم إفساد مشروعه الجهادي الذي دفع من أجله
مئات الآلاف من الشهداء على مدار ثلاث سنوات لتحقيق حلم طالما انتظره السوريون بإقامة دولة إسلامية تحترم الناس طبقاً لشرع
ربهم ومنهج نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ..
نعم هناك من الأخطاء الكثير الكثير التي اقترفتها فصائل الثوار لكن , هل يستدعي ذلك قتالها والفتك بمجاهديها والتمثيل بهم
ووصفهم بالمرتدين وما شابه ذلك من مسميات لا يعلمها إلا الله ؟ في الوقت الذي يجول فيه العدو الصائل الأسد ومليشياته
التي إستقدمها من كل حدب وصوب لتقتل وتغتصب وتدمر البيوت على أصحابها بشتى أنواع الأسلحة .
أين أنتم إذاً من نهج النبوة نهج سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله , في الحرب والسلم , في بيته وبين صحبه .