يجد الطلاب السوريون أنفسهم حائرين ولا يستطيعون فعل شيء أمام مستقبلهم الذي يتسرب من بين أيديهم وأحلامهم التي تتلاشى أمام أعينهم, كان الطلاب هم الشريحة الأوسع مشاركة في الثورة السورية, وأصبحوا الشريحة الأكثر تضرراً من هذه المشاركة, فبعد أن طالت الملاحقة الأمنية الجامعات, أضطر كثير من الطلاب الناشطين لترك مقاعد الدراسة, أما بقية الطلاب فيعانون من صعوبات التنقل والحواجز والاشتباكات والنزوح الداخلي والخارجي, إضافة إلى أن أبناء المناطق المحررة لا يستطيعون التوجه للمناطق التي تقع تخت سيطرة النظام دون التعرض لمضايقات الشبيحة التي قد تصل حد الإعدام الميداني.
أما من يفكرون بمتابعة دراستهم في الخارج فيصطدمون بعائق اللغة الذي يحول بينهم وبين الدراسة في الجامعات الأجنبية, وعائق عدم إمكانية الحصول على كشف علامات يبين المواد التي نجحوا فيها بسبب اشتراط النظام تسليمه للطالب باليد حصراً, إضافة إلى التكاليف المادية الباهظة للدراسة, هذه الظروف أدت لظهور جامعات مزيفة تعمل تحت اسم وشعارات الثورة السورية وهي في الواقع تستغل حاجة الطلاب لتعطيهم شهادات لا تساوي الورق الذي كتبت عليه.
وبينما يتساءل البعض عن مسؤولية الحكومة السورية المؤقتة عن هذا الوضع, ويقترحون أن تستفيد من صلاحياتها واختصاصاتها لتؤسس جامعةً سورية برسوم رمزية فتضم جميع الطلاب السوريين في مختلف بلاد اللجوء, فإنه ووفقاً لمعلومات "جديرة بالثقة " قد تم صرف النظر عن مشروع تأسيس جامعة سورية في المناطق المحررة, بسبب عدم قناعة وزير التعليم بهذه الفكرة.
يُشار إلى أن عدد الطلاب السوريين الذين انقطعوا عن الدراسة منذ بداية الثورة السورية في عام 2011 بلغ أكثر من خمسين ألف طالب, أغلبهم التحقوا بصفوف الجيش السوري الحر, والبعض اختار مغادرة البلاد بحثاً عن العمل.
هنا نتسائل هل من الضروري أن يمر إسقاط النظام عبر ضياع مستقبل خمسين ألف طالب ؟ ويجيب لسان حال السوريين قائلاً: يجب أن ننظر لمستقبل أبنائنا وتعليمهم الجامعي بمنتهى الجدية ونضعه في رأس سلم أولوياتنا.