الرئيسية » بصرى الشام محررة

بصرى الشام محررة

على مدى خمسة أيام من المعارك العنيفة التي خاضها الثوار في جنوب سورية ضد قوات الأسد والمليشيات الشيعية متعددة الجنسيات, تمكنوا أخيراً من تحرير مدينة بصرى الشام, وقتلوا في عملياتهم العشرات من المرتزقة وجنود الأسد, وحرروا عدداً كبيراً من الحواجز والمعاقل والثكنات داخل المدينة, كما دخلوا مدرج المدينة الأثري الذي حولته مليشيات الأسد لثكنة عسكرية.


وبحسب مصادر إعلامية بسط الثوار سيطرتهم على المنطقة المحيطة بحاجز قرية برد العسكري والذي يفصل بين محافطتي درعا والسويداء، كما ذكر ناشطون فرار أعداد كبيرة من قوات الأسد ومليشياتها إلى الثكنات القريبة بعد هجوم الثوار الكاسح.


في السياق, إمتازت فصائل حوران بالتنظيم والتخطيط الذي ميز كل معاركها مؤخراً وشكل قوة ضاربة في وجه تحشدات قوات الأسد التي تمركزت بالألاف لإنهاء حراك الجنوب العسكري, بإشراف مباشر من قبل قادة إيرانيين كقاسم سليماني, وقادة من حزب الله.


القيادة العسكرية الموحدة في بصرى الشام أعلنت عن معركة "قادسية بصرى الشام" بتاريخ 21 مارس/آذار الجاري ، بهدف وقف تدفق عناصر حزب الشيطان والحرس الثوري الإيراني إلى المدينة، وخلال خمسة أيام انتهت المعركة بانتصار ساحق حررت فيها مدينة بصرى وبعض القرى التابعة لها، رغم جميع محاولات طيران الأسد مساندة قواته العسكرية من المرتزقة وعناصر المليشيات، حيث ألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة على المناطق السكنية في بصرى وقراها ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين من بينهم نساء وأطفال، كما استهدف أحد المشافي الميدانية، ولم تفارق سماء المدينة غارات طيران الميغ الحربية، بالإضافة إلى ضربات المدفعية لعدة أيام، إلا أن الثوار استطاعوا هزيمة المد الإيراني والأسدي بعد استهدافهم أكثر من رتل متوجه إلى مدينة بصرى الشام.


يذكر أن أهل السويداء لم يتجاوبوا بشكل جدي مع دعوات الأسد للزج بأبنائهم في معارك الجنوب ضد إخوتهم في درعا, على الرغم من الضخ الإعلامي على أبناء السويداء وتصويرهم بأنهم موالون بالمجمل للأسد وحربه على الشعب السوري, إلا أن الحقيقة كما يعلمها كل السوريين الأحرار ليس كذلك حتماً.


يبقى السؤال الأهم ماهي الخطوة القادمة لثوار درعا المندفعين في إنتصاراتهم؟ وهل سنشهد تطورات جدية في الجنوب تهدد معقل الأسد الأبرز في مدينة دمشق التي لا تزال رازحة تحت قبضت الأسد العسكرية؟!