فقدان المواد النفطية ومشتقاتها على اختلافها من المناطق المحررة في الشمال السوري تسبب بأزمة غلاء كبيرة طالت كل النواحي المعيشية، فقد تضاعفت أسعار الاشتراكات الكهربائية من مولدات الأحياء إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف عما كانت عليه في السابق، هذا إن وجد المازوت للتشغيل.
أما قطاع الخدمات العامة والخاصة فقد تدهور بسبب فقدان الطاقة التشغيلية كالمازوت والبنزين والكاز، وقد طال الضرر المياه والنظافة والصحة والمخابز وغيرها من المرافق المهمة التي لا يمكن للإنسان السوري الاستغناء عنها.
منع تنظيم داعش دخول المواد النفطية إلى الشمال السوري وصولا الى المناطق المحررة في إدلب وحماة واللاذقية لن يكون أمراً مؤقتاً ولا بشكل طارئ إنما هو سياسة متعمدة لخنق وحصار المناطق المحررة تمهيداً للسيطرة عليها.
لا بد من إيجاد بدائل حقيقية وثابتة نوعاً ما تغطي النقص الحاصل ولو بأسعار تزيد الضعف عن الأسعار القديمة المتعارف عليها في سورية، والكف عن مطالبة التنظيم بفتح المعابر النفطية والتعامل معه بالمثل من خلال حصاره اقتصادياً بحيث يشمل المواد التصنيعية والغذائية المستوردة باعتبار المناطق المحررة كانت معبره الوحيد بالنسبة لهذه المواد.
لا يمكن التهاون أو السكوت عن أي تجاوزات فالمسألة مصيرية، أي لا بد من تطبيق الحصار بحيث يشكل تهديداً على داعش وحواضنها الاجتماعية التي لن تلبث طويلاً في ظل المنع والحصار وفي نفس الوقت تأتي الإجراءات كرد فعل مشروع على ما قام به التنظيم اتجاه مناطقنا المحررة، وطال ضرره بالأخص الفئة الفقيرة التي زاد حملها أضعافاً مضاعفة عما كان عليه في السابق.
من جانبها حذرت منظمة اطباء بلا حدود من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية في المناطق المحررة في شمال سوريا والتي يمنع تنظيم داعش وصول الامدادات اليها بعد سيطرته على عدد كبير من ابار النفط.
وقالت المنظمة في تقرير ان “مرافق صحية عدة ومنظمات انسانية اضطرت لوقف عملها او تقليص نشاطاتها بسبب النقص الحاصل في الوقود الضروري لتشغيل المولدات الكهربائية ووسائل النقل”.
واوضحت المسؤولة عن برامج المنظمة في سوريا دنيا دخيلي ان هذا النقص في الوقود مرتبط “بالمعارك الدائرة في شمال سوريا”، في اشارة إلى الاشتباكات بين تنظيم داعش والفصائل الثورية.
وبحسب تقرير اطباء بلا حدود، أطلقت الادارات الصحية في حماة نداء استغاثة في 15 و16 حزيران/يونيو، وناشدت مستشفيات في مناطق أخرى المساعدة، في وقت حذر الدفاع المدني السوري من امكانية وقف نشاطاته الاغاثية في حلب وحماة وادلب واللاذقية بسبب النقص في الوقود.
في سياق متصل، العديد من المخابز والمجالس المحلية أعلنت من جانبها التوقف عن العمل وخروجها عن الخدمة بسبب عدم توفر الوقود.