لعل تاريخ تأسيس الجيش السوري لا يزال عالقاً في أذهان السوريين من مختلف الأجيال شيباً وشباباً، أولئك الذين أدوا الخدمة الإلزامية فيه ووهبوه أجمل سنوات العمر من شبابهم، أو الذين عايشوا انقلابه ضدهم وفتكه بهم وبعمرانهم على مدى السنوات الأربع الماضية من عمر الثورة السورية.
الأول من آب، يوم الجيش الذي سخره بشار الأسد لخدمة مصالحه والمقربين منه من العلويين والمنتفعين من مختلف الطوائف، إرث هائل ورثّه له أبيه حافظ الأسد الذي كرس في هذه المؤسسة اللون والتوجه الواحد الذي يخدم السلطة واستمرارها بغض النظر عن باقي الشعب وتطلعاته، وربما كانت السياسات المعمول بها على مدى العقود الخمسة من حكم آل الأسد أثمرت بشكل جلي هذا التوحش الذي بدا واضحا اليوم ضد الثورة والثوار في مختلف مناطق سورية.
ترى ماذا بقي من جيش الأسد؟! وهل يمكننا القول أن الجيش الذي عرفناه انتهى منذ أن اندلعت الثورة وبدء الإصطفاف ضدها ممن اتضح ولائه، بالتأكيد أضحت هذه المؤسسة المرموقة في الدولة عميلة بإمتياز تنفذ اجندات طائفية على حساب دماء الشعب السوري.
فالجيش العظيم بقيادة الأسد والمليشيات االتي حلت مكان الجنود السوريين قتل إلى الآن أكثر من نصف مليون سوري، ودمر ما يقارب الخمسين بالمئة من إمكانات البلد، وهجر حوالي العشرة ملايين سوري على شكل هجرات داخلية وخارجية.
جيش الأسد الذي كان بزوغ فجره قبل أكثر من خمسة عقود في الواحد من شهر آب, لم يعد ذاك الجيش الذي عرفه السوريون منذ أن أطلق جنوده أول رصاصة باتجاه المتظاهرين السلميين.
جيش الأسد لم يعد سوى مليشيا تابعة بشكل مباشر لإيران تنفذ أهدافها في المنطقة، وهو يدها الطولى للسيطرة على مقدرات الدولة إن أمكن أو تدميرها بشكل كامل، ولا يفتئ مرتزقة هذا الجيش عن ترديد مقولة " الأسد أو نحرق البلد " فعلاً تحقق لهم ذلك بعد أن أحرقوا ودمروا وشردوا، ترى ماذا بعد ؟!