درجات الحرارة في سورية قريبة من معدلاتها السنوية، وتعتبر هذه الموجة من الحرارة المرتفعة حدث دوري يأتي كل عام في شهر آب أو من منتصف حزيران، بالتزامن مع رطوبة مرتفعة.
باعتبار سوريا جزء من الشرق الأوسط المقبل على جفاف مستمر في ظل انحسار ملحوظ في معدلات الأمطار والجزر الخضراء، كلما اتجهنا نحو الداخل إلى تلك المناطق البعيدة عن المؤثرات البحرية، ليس من المستغرب أبداً حدوث تغيرات مناخية، أو على مستوى الطقس اليومي.
لم تكن المعدلات المرتفعة في درجات الحرارة أصلاً هي السبب الرئيسي وراء التذمر والشكوى، إنما انقطاع الخدمات الأهم بشكل كلي أو جزئي عن معظم المناطق السورية هو ما جعلها ظاهرة واضحة للعيان، واكتشف الجميع أنه يعيش في تجربة جهنمية، في ظل المأساة اليومية التي تدور رحاها في المنطقة بشكل عام.
لا مياه ولا كهرباء، وهما الخدمتان الأساسيتان اللتان من المفروض أن تخففا من حدة الطقس اليومي الملتهب، منذ الأول من هذا الشهر، وعلى الأغلب أنه سيستمر على الأقل حتى منتصفه.
ففي حلب على وجه الخصوص، لا يوجد تيار كهربائي بشكل منتظم وإن وجد فهو لا يعمل إلا مدة قصيرة بالنسبة إلى 24 ساعة اليومية، وهي غير كافية، بالطبع تشمل مناطق حلب المحررة وتلك المحتلة من قبل قوات الأسد، وعلى الرغم من اعتماد الناس هنا على المولدات الكهربائية المأجورة إلا أنها لا تسد الحاجة المتزايدة، بالتحديد في ساعات النهار، وقت الذروة في أعلى قيم السطوع الشمسي.
أما المياه، فهي الأخرى عملة نادرة الوصول إلى البيوت الحلبية في كلا الطرفين، وهو ما زاد من حدة قسوة الطبيعة، علماً بأن المياه والكهرباء السبب في تعطيلهما بشكل متكرر قوات النظام التي تستهدف محطات التوليد والضخ بالقصف الجوي والأرضي.