أستشهد عشرين مقاتل من الثوار على الأقل في مدينة مارع، أمس الإثنين، على خلفية اشتباكات وقعت داخل المدينة ضد متسللين من تنظيم داعش، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية، تمكن خلالها الثوار قتل عدد من المتسللين فيما فجر آخرون أنفسهم بأحزمة ناسفة كانوا يرتدونها في أحد مساجد المدينة.
حالة من الهلع تسبب بها عناصر داعش بين المدنيين، حيث ألقى المهاجمون العشرات من القنابل وأطلقوا الرصاص بشكل عشوائي في الحي الجنوبي من المدينة، تزامنت الاشتباكات داخل المدينة مع محاولة تقدم للتنظيم على محور أم حوش حربل.
ليست المرة الأولى التي يستطيع فيها عناصر تنظيم داعش من الدخول إلى مدينة مارع، حيث كان هناك محاولات أخرى تم خلالها تصفية عدد من قادة الثوار.
هذا الواقع الجديد يفرض نفسه بقوة، فبات خطر التنظيم أكثر وضوحاً بعد أن بدأت الخلايا المنتشرة في حلب وريفها المحررين تنفذ عملياتها بكل سهولة، في ظل فلتان أمني وعسكري غير مسبوق.
إذا ما بقي الحال على ما هو عليه الآن فإن تقدم التنظيم واحتلاله لريف حلب أمر محتوم خلال الأيام القليلة القادمة، وإذا لم يتدارك الثوار كل نقاط الضعف والخلل فإن كارثة من الممكن أن تحل.
كل هذه التطورات والجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش ولا تزال الوعود التركية بإقامة منطقة عازلة مجرد أماني كلامية لم ترقى لأن تكون أفعال جدية، ولا توجد هناك أي خطوات عملية تساعد الثوار على التصدي للتنظيم الذي بدى مصمماً على احتلال المزيد من المناطق شمال حلب وبالتحديد مارع التي يعتبرها محور المنطقة الأمنة التي يريد إفشالها قبل البدء بتنفيذها على الأرض.
