للمرة الثانية على التوالي خلال العشرة أيام الأخيرة من الشهر المنصرم، يقصف تنظيم داعش مدينة مارع بريف حلب الشمالي بأكثر من أربعين قذيفة فوزليكا، جميعها محملة بغاز الخردل وأنواع أخرى من الغازات السامة، وهي صنوف من الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً.
بدأ القصف عند الساعة الثانية عشرة من نهار اليوم واستمر حتى الثانية ظهراً، حيث سقطت القذائف على مختلف أحياء المدينة التي هجرها أكثر من تسعون بالمئة من سكانها.
مصدر القذائف هي قاعدة مدفعية فوزليكا كانت تتمركز خلف تل مالد البلدة التي يحتلها التنظيم وهي تبعد عن المدينة قرابة ال3 كيلو مترات تقريباً, وبحسب قادة ميدانيين صرحوا لشهبا برس أنهم لم يتمكنوا من إستهداف قاعد الإطلاق المتوارية خلف تل مالد الذي يؤمن لها الحماية من نيران الثوار.
أكثر من 20 إصابة وقعت في المدينة بينهم أطفال, تم نقلهم إلى مشفى الحرية الميداني في مارع حيث قدمت لهم إسعافات أولية تمثلت بغسل المصابين وإعطائهم حقن كمضادات تسمم.
في هذه المرة تمكن الدفاع المدني الحر من احتواء الأمر بسرعة فقام عناصره بإخلاء المناطق التي تعرضت للقصف بشكل سريع، كما قاموا بإبعاد القذائف إلى مكان بعيد، أما المشفى الميداني وطاقمه فكان عملهم أشبه بخلية نحل لكل دوره وعمله، عند وصول المصاب يقوم فريق مختص بنزع ثياب المصاب وصبه ماء بارد عليه ثم يلبسوه ثياب خاصة ومن ثم ينقل إلى غرفة العناية ليتم اعطاؤه العلاج الخاص.
رائحة كريهة خيمت على المدينة، ناتجة عن الغازات الصادرة عن القذائف التي انفجر بعضها وبعضها الآخر لم ينفجر، كما تعددت نوعيات المواد السامة التي تحويها هذه القذائف فبعضها محمل بسوائل سامة وبعضها يحوي على بودرة.
مراسل شهبا برس عاين الحدث عن قرب وإطّلع على معظم المواقع المستهدفة في المدينة، حيث نتج عن إنفجار القذائف لون رمادي قاتم، مع استمرار انبعاث الروائح الكريهة.
تم جمع القذائف التي ألقيت على مدينة مارع من قبل فرق خاصة مجهزة بألبسة واقية، ليتم فيما بعد الكشف عن ماهية ونوعية هذه المواد التي أرسلها تنظيم داعش عبر قذائف الموت الفوزليكا إلى المدينة.
يذكر أنه على الرغم من تكرار القصف بالغازات السامة على مدينة مارع بالأسلحة الكيماوية إلا أنه وإلى الآن لم تتبرع أي جهة طبية أو مؤسسة حكومية محسوبة على المعارضة في الخارج بأي قناع واقي أو كمامات تقي الناس هنا شرور التنظيم السامة .