على خلفية انتشار مئات الصور للاجئين سوريين في عرض البحر المتوسط وفي براري أوربا وعلى حدود دول شرق أوربا التي تعتبر المحطة الأولى باتجاه غرب أوربا, أصبحت قضية اللاجئين السوريين على الصفحات الأولى في الصحف الأشهر في العالم.
كما أن للصور المؤلمة التي انتشرت أمس للطفل السوري الذي أنتشل جثمانه من أحد شواطئ تركيا بعد أن غرق وأسرته في مياه المتوسط الدور الكبير في الحملة الإعلامية التي أثيرت حول مأساة النزوح التي يعاني منها النازحون السوريون.
وعلى الصعيد الحكومي صرح الرئيس التركي طيب أردوغان اليوم "إن اللاجئين ليسوا وحدهم الغارقين في البحر الأبيض المتوسط، بل إنسانيتنا أيضا", وأضاف أردوغان خلال كلمة له في اجتماع مجموعة بيزنس 20، حسب وكالة الأناضول التركية، "إن القيم الانسانية تغرق في البحر الأبيض، مضيفا أن كل لاجئ متروك على أبواب أوروبا ليواجه مصيره، ويُرسل للموت بعد إغراق قاربه أو سفينته، ويلقى معاملة غير انسانية على الحدود، إنما يعد مثالا مؤلما لهذه الحقيقة".
وأشار الرئيس التركي إلى أن الدول الأوروبية شريكة في تحمل وزر كل لاجئ يفقد حياته في البحر الأبيض الذي يعد مهدا لأقدم الحضارات في العالم, كما أكد على أن وفاة كل لاجئ تفتح جرحا عميقا في قلوبنا، لكن لم نسمع أو نرى أدنى مؤشر على الندم وتأنيب الضمير لدى الذين يتركون هؤلاء الناس عرضة للموت في البحر الأبيض وإيجه.
وبالنسبة للطفل الغريق الذي أنتشل أمس, قال أردوغان ألن تُحاسب الإنسانية جمعاء عن هذا الطفل ذو الثلاث سنوات الذي لفظه البحر إلى سواحلنا.
تصريحات الرئيس التركي هذه تتزامن مع مأساة إنسانية يعشيها الشمال السوري, الذي يشهد حالياً أزمة لاجئين تتجاوز ال100 ألف لاجئ تركوا ديارهم بعد أن هاجمها داعش, والتي لم تلقى أي عاطف حكومي تركي, فهناك الألاف من الأطفال يفترشون الأرض في العراء دون أي مقومات تقيهم كوارث الطبيعة وقسوتها.
