الرئيسية » عمالة داعش تتجلى في ريف حلب الشمالي

عمالة داعش تتجلى في ريف حلب الشمالي

لا يحتاج تنظيم داعش لبراهين ولا إثباتات تبرهن وتؤكد على عمالته المنتظمة لكل القوى المعادية للثورة والإنسانية والمسلمين على وجه الخصوص، أولئك الذين يدعي تمثيلهم مبشرا إياهم بخلافة عادلة بحسب ما يدعي.


على أجساد المسلمين أولاً من أهل السنة والجماعة يبني تنظيم داعش إمبراطوريته الدموية، يبيع ويشتري بدماء غلمانه المغرر بهم في تحالفات وصفقات، تارة مع الروس وأخرى مع بشار الأسد وحاشيته، ومرات ومرات مع القوى الغربية التي كان لها اليد الطولى في صناعة التنظيم وخلقه في أرض الشام المباركة.


وما جرى في ريف حلب الشمالي هو فصل ليس إلا من جملة سياسة وعمالة منظمة للقوى التي يدعي عدائها أمام مؤيديه، فما جرى في معركة احتلال كلية المشاة والقرى والبلدات المحيطة بها وصولاً إلى المنطقة الحرة المحررة من قبل الثوار لهو خير دليل على فظاعة المشهد وكذب ودجل التنظيم الذي تفاجئ به مؤيدوه قبل أعدائه من الأحرار.


ففي شهادة أحد المنشقين مؤخراً عن تنظيم داعش الإرهابي والذي يدعى " أويس الليبي " أورد الرجل بالتفصيل الممل ماحدث معه أثناء المعارك التي اندلعت في ريف حلب الشمالي والتي كانت بتغطية مباشرة من طيران الأسد الحربي وطيران القوات الروسية التي بدت في تلك الليلة صديقة للغاية، توجه وتمهد لمليشيات التنظيم وتسهل حركته في المناطق المستهدفة والتي يسيطر عليها الثوار في ريف حلب الشمالي.


فقد دعا المنشق عن التنظيم "أويس الليبي" الأمة الإسلامية إلى أن تشهد على عمالة التنظيم الذي يدعي الخلافة قائلاً "اشهدوا يا مسلمون، اشهدوا يا عرب، اشهدوا أن دولة البغدادي إرتدت عن الإسلام، اشهدوا أن دولته ظاهرت الروس الشيوعيين والروافض على قتال المسلمين الذين تعتبرهم "الصحوات " في ريف حلب الشمالي.

أيها المسلمون اشهدوا أن الطيران الروسي قام بمساندة داعش، و أن مدفعية الروافض و صواريخهم قامت بقصف تمهيدي لإفساح المجال للتنظيم كي يقتحم مدرسة المشاة".


بهذه الكلمات، صرخ أبو أويس الليبي المنشق عن  داعش والمنضم إلى جبهة النصرة، بعد انسحاب داعش من عدة مناطق في الريف الشمالي لحلب و تسليمها لقوات النظام السوري و الميليشيات المساندة لها، دون أي قتال.


ثم أضاف أبو أويس قائلاً: "بقيت جبهاتنا مع قوات النظام باردة و جامدة دون قتال لأشهر طويلة، و كان تبرير أمراءنا لذلك هو عدم إكتمال العدة و العدد و شدة تحصينات العدو".

ويضيف الليبي في شهادته "بقينا مرابطين مع العلم أن مواقعهم لا تبعد عنا سوى مئات الأمتار, و هم بالتالي لم يطلقوا باتجاهنا طلقة واحدة". 


و أردف الليبي: "في الجهة المقابلة على نفس الجبهة فإن عملياتنا لم تتوقف ضد اللثوار المسلمين، و بعد دخول الطيران الروسي في الأجواء وصلتنا تعزيزات كبيرة من مقاتلين و انغماسيين و مفخخات و دبابات، فظننا أن هذه التجهيزات هي لاستئصال قوات النصيرية و الروافض التي تحيط بنا من جهتين، ولاحظنا تحليق الطيران الحربي الروسي فوق المنطقة لثلاثة أيام متتالية، فتوجسنا و ظننا أنهم يرصدون مواقعنا لقصفها".


حديث المنشق الليبي عن التنظيم وعن عملياته مؤخراً شكل صفعة قوية للتنظيم وفضحه أحد عناصره السابقين الذي كان حاضرا كل فصول اللعبة التي لا يزال التنظيم يلعبها في أكثر من منطقة في سوريا، وما تسليم تنظيم داعش للمنطقة الحرة ومحيطها لقوات الأسد إلا إستكمالا للإتفاقات المبرمية بين الطرفين والتي تقضي بتقاسم الحصص حال قتل الثوار المسلمين من أهل السنة وإحتلال مناطقهم.