الرئيسية » الوعد المشؤوم لا تزال تبعاته هاجس العرب الأول

الوعد المشؤوم لا تزال تبعاته هاجس العرب الأول

لن ينسى العرب جميعاً تاريخهم القريب والذي غير بشكل أو بأخر مسار الأحداث وشكل المنطقة العربية ككل منذ بداية القرن المنصرم مع توالي سيطرت القوى الاستعمارية على مكامن الثروة والإرث الحضاري في المنطقة العربية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية خلال القرن الماضي.

ولعل أبرز الأحداث التاريخية التي لا يمكن نسيانها الوعد المشؤوم الذي صرح به وزير خارجية بريطانيا آنذاك " بلفور" الذي تعهد فيه بإقامة دولة يهودية على أنقاض فلسطين درة الشام ومهد الرسالات والحضارات البشرية.

فيوم الاثنين، يوافق الذكرى الـ 98 لوعد بلفور المشؤوم، الذي مَنحت بموجبه بريطانيا الحقَّ لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وجاء الوعد بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات، دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى.

وحينما صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين، ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهم الوعد.

وجاء في رسالة بلفور إلى روتشيلد: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق ذلك، واعتبرت الحركة الصهيونية، حليفة الاستعمار وخادمته في المنطقة العربية "وعد بلفور" المشؤوم كأنه "كوشان" تمتلك بواسطته فلسطين، رغم عدم شرعيته القانونية والأخلاقية.

ورغم ذلك، فإن "وعد بلفور" ساهم في حينه في خلق فكرة تقسيم فلسطين، وقاد إلى القرار الجائر بتقسيم فلسطين في العام 1947، وبالتالي حرمان الفلسطينيين من كيان وطني وسيادة وطنية، واستخدمت الحركة الصهيونية هذا الوعد المشؤوم في تبرير جرائمها وإرهابها ضد الفلسطينيين، ثم تنفيذ عملية التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، قبل وأثناء وبعد النكبة في العام 1948، من أجل إقامة "إسرائيل" على أنقاض الشعب الفلسطيني.

من أبرز الخدمات التي قدمتها إسرائيل منذ منتصف القرن الماضي وحتى الأن للدول الاستعمارية في شكلها الليبرالي الديموقراطي الحديث تثبيت الأنظمة العربية الفاسدة وقادتها العملاء لأوربا وإسرائيل الذين ظلوا لعقود يكمون أفواه الشعوب ويقتلون ويسفكون الدماء ومثالهم الأسد الذي تحرص إسرائيل كل الحرص على بقائه وتدعمه ليقتل المزيد من السوريين.

 

لن ينسى العرب تاريخهم في الماضي القريب ولا هذه الأحداث والتطورات الدامية التي تمر بها المنطقة والتي تشهد تحالف غير معلن بين قوى الشر والإرهاب وبمساعدة الأنظمة الفاشية " إسرائيل وإيران ".