لم يمضِ الكثير على انطلاق المعارك العنيفة بريف حلب الجنوبي بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات المتنوعة التي تعمل بجدية للسيطرة على مواقع جديدة جنوب المدينة وتغيير قواعد الانتشار والسيطرة في أكثر المدن السورية تعقيداً منذ بدء الثورة السورية.
منتصف الشهر الماضي تشرين الأول انطلقت معركة ريف حلب الجنوبي بشكل عنيف وغير مسبوق وباشتراك إيراني روسي كبير، حيث قادت الأولى المعارك على الأرض عبر غرفة عمليات في جبل عزان لتتفرغ الثانية للتمهيد الجوي الهستيري الذي قتل وشرد عشرات الآلاف من المدنيين في وقت قياسي، لكن الثوار في غرفة عمليات فتح حلب تمكنوا على الرغم من ضعف الإمكانات وتشتت جهودهم من التصدي للزحف موقعين خلال المعارك عشرات القتلى، وخسائر مادية كبيرة في العتاد العسكري في صفوف قوات الاسد، واغتنمت ضمنها الفصائل الثورية عددا من المعدات العسكرية وحررت مناطق عدة كانت قد تقدمت إليها قوات الأسد مؤخراً.
تسارعت أحداث المعارك لصالح الفصائل الثورية تارة، وتارة أخرى في صالح قوات الأسد التي بدت غير مرتاحة إبان قطع طريق إمدادها نهاية الشهر الماضي والذي يمر بباديتي حلب وحماة مروراً بآثريا وخناصر، لكنها اليوم تبدو أكثر إصراراً من ذي قبل على إعادة تفعيل جبهات الجنوب تحديداً بعد أن ارتاحت ميدانياً وأعادت فتح طريق الإمداد.
في السياق لاتزال الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة على جبهات خان طومان والحاضر ومريمين مترافقة بعشرات الغارات الروسية يوميا المؤدية لوقوع الشهداء المدنيين في المناطق المحررة ومحيطها، بالإضافة لتدمير واسع في البنى التحتية كمشفى العيس والحاضر وغيرها من البنى والمواقع.
كل هذه التحركات تسعى للتقدم باتجاه بلدة الحاضر من خلال السيطرة على القرى القريبة منها كمريمين والبنجيرة والتلال القريبة منها.