استراتيجية روسيا في سوريا يمكن تلخيصها في جملة واحدة " الحرب المدمرة " حيث لم يعد خافيا على أحد استهداف طائرات الاحتلال الروسي البنى التحتية والمراكز الحيوية في سوريا عامة، وفي حلب تحديدا، فما عجزت عنه طائرات الأسد طيلة فترة أربع سنوات ونصف من عمر الثورة من قصف وتدمير، حققته الطائرات الروسية خلال مدة لا تتجاوز الشهرين من بداية تدخلها في سورية بشكل علني.
تنوعت الأهداف الروسية، وباتت مؤسسات حلب ومراكزها الخدمية محطة لصواريخ روسيا، فمن المشافي والمدارس في الريف الجنوبي، إلى معامل الأدوية في الريف الشمالي والغربي، انتقالاً إلى الأفران ومحطات المياه في الأتارب والخفسة مؤخراً، وصولا إلى مجلس المحافظة أمس.
فقد استهدفت الطائرات الروسية بقنابلها الفراغية مساء الجمعة 28/ تشرين الثاني مجلس محافظة حلب الحرة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بين موظفي المجلس، إضافة إلى تهدم بناء المجلس بشكل كامل، وأضرار جسيمة وقعت بالملحق الذي يضم الأدوات المكتبية التابعة للمجلس، من طابعات ليزرية ومولدات كهربائية.
وأكد أبو علي النجار عضو المكتب الإعلامي لمجلس المحافظة لشهبا برس أن القصف طال المجلس بقنبلتين فراغيتين مخلفاً دمار كبيرا في مبنى المجلس، إضافة إلى سقوط جرحى بين بعض العاملين، كما أدى إلى احتراق عدد من السيارات التابعة للمجلس والمهيأة للقيام بالمهام الإدارية، إضافة إلى بعض الأضرار الجزئية التي طالت مبنى السكن التابع للمجلس.
و أضاف أبو علي أن بناء المجلس لم يعد صالحا للدوام، منوها إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يطال فيها القصف المجلس، حيث تعرض للقصف الجوي من الطائرات الروسية بتاريخ 20/ تشرين الأول.
وقد حمّل أعضاء المجلس ورئيسه المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري المسؤولية الكاملة لما يتعرض له الشعب السوري ومؤسسات المجتمع المدني من قصف ودمار، ودعوته للوقوف موقف حاسم إزاء هذه الجرائم.
تجدر الإشارة إلى أن القصف الروسي أمس الجمعة تزامن مع اشتباكات بين الثوار ووحدات الحماية الكردية بالقرب من قريتي كشتعار وتنب بريف حلب الشمالي، فيما يبدو بحسب بعض القادة العسكريين أنه تمهيد جوي من أجل تقدم وحدات الحماية للقرى الخاضعة لسيطرة الثوار.