حالة من التعتيم والتخبط يعيشها الإعلام الروسي، منذ حادثة إسقاط تركيا، لطائرة سوخوي الروسية، اخترقت مجالها الجوي، الثلاثاء الماضي، وتصف وسائل الإعلام الروسية، هذه الحادثة، بـ "العمل المخطط له"، في محاولة منها لتجاهل ما أعلنت عنه أنقرة من أن مقاتلتيها وجهتا 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، قبل إسقاطها، فضلاً عن توجيه الرأي العام المحلي إلى منحى آخر غير ذلك.
ففيما تناقلت الكثير من هذه الوسائل، خبر الحادثة، تحت عنوان "إسقاط طائرة روسية تحارب الإرهاب"، نشرت قناة "روسيا 24"، مقاطع فيديو يظهر فيها بلال، نجل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع أصحاب أحد مطاعم اسطنبول، وزعمت أنه يلتقي بعناصر من تنظيم "داعش"، مزاعم القناة الروسية، سرعان ما رد عليها أصحاب المطعم، داعين الرئيس فلاديمير بوتين، إلى تناول وليمة في مطعمهم، ليثبتوا أنهم أصحاب محلات تجارية، ولا علاقة لهم بالتنظيم "الإرهابي".
وفي إطار الترويج والادعاءات، زعمت وسائل إعلام روسية، أن تركيا تشتري النفط من تنظيم "داعش"، متناسية أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات مالية على عدة شركات وأشخاص سوريين وروس، لتسهيلهم شراء النفط من التنظيم، وتحت عنوان "تركيا تستدرج حلف شمال الأطلسي إلى أعمالها في دعم داعش"، ادعت صحيفة "روسيسكايا"، إن أردوغان غيّر من تصريحاته، إزاء إسقاط الطائرة الروسية، عقب اتصال أجراه مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.
وكانت أنقرة، حذرت موسكو، مراراً من أنها ستطبق قواعد الاشتباك بشكل حازم، عقب الانتهاكات الثلاثة لمجالها الجوي، الشهر الماضي، ووفق مصادر عسكرية تركية، تحدثت للأناضول، فإن طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، اخترقت المجال التركي، أيام 3 و4 و29 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بعد بدء حملتها العسكرية بسوريا في الـ 30 من الشهر السابق.
وقالت المصادر نفسها إن سلاح الجوي التركي، تدخل عقب الانتهاك الرابع لمجاله الجوي (الثلاثاء الماضي)، وأسقط الطائرة الروسية، وفق قواعد الاشتباك، مشيرة إلى أن هوية الطائرة لم تُعرف إلا بعد إسقاطها، ولفتت المصادر إلى أن الخارجية التركية كانت قد استدعت السفير الروسي في أنقرة، عقب حالات الاختراق الثلاث.
كما أن رئاسة الأركان التركية اجتمعت في مقرها بأنقرة، مع مسؤولين عسكريين روس، يوم 5 من الشهر الماضي، وذلك عقب الانتهاك الثاني، الذي جاء في الرابع من الشهر نفسه، وكان الجانبان اجتمعا آخر مرة، يوم 15 من الشهر الجاري، في مقر قيادة الأركان التركية، حيث التقت هيئة تركية ضمت 12 مسؤولاً، بينهم اللواء فاتح سرت، من الطرف التركي، بهيئة روسية تتكون من لواء و8 ضباط، تباحثوا فيه العلاقات العسكرية الثنائية، وركزوا على موضوع الانتهاكات الروسية المتتالية للأجواء التركية.
والثلاثاء الماضي، أسقطت طائرتان تركيتان من طراز "إف-16"، مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-24"، انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا في ولاية "هطاي" (جنوب)، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا، وقالت أنقرة إن المقاتلتين وجهتا 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، قبل إسقاطها.