براميل الأسد المتفجرة مجدداً تستهدف مدينة بصرى الأثرية في درعا جنوب سوريا، وهذه المرة تسببت هذه البراميل التي ألقيت خلال شهر كانون الأول بتدمير أجزاء تتبع للحضارتين الرومانية والإسلامية.
وتعتبر ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺼﺮﻯ الشام ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ (ﺑﻮﺳﺘﺮﺍ، ﻧﻴﺎﺗﺮﺍﺟﺎﻧﺎ) ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻋﺎﺻﻤﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﺎﺻﻤﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻟﻌﺪﺓ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻨﻔﺔ ﻭﻣﺴﺠﻠﺔ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.
وحسب تقييم أولي لدائرة آثار بصرى الشام، فإن هناك دمار هائل وانهيارات في أبراج قلعة بصرى الشام الأثرية ومدرجها الروماني بعد استهدافها بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي، وبعد قيام الثورة السورية عمدت قوات الأسد لاحتلال القلعة التاريخية وحولتها من رمز للحضارة والأصالة إلى ترسانة عسكرية، من قناصات ومرابض لسلاح الهاون والعديد من المضادات الأرضية وقواعد إطلاق الصواريخ التي أوقعت الكثير من الشهداء في صفوف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، كما قامت هذه القوات بسرقة الكثير من محتويات القلعة التاريخية.
وحسب دائرة آثار بصرى الشام، فإن تقييم الأضرار بشكل كامل غير ممكن حالياً، بسبب الانسدادات الكثيرة في الممرات الداخلية في الطبقة الثانية بالحجارة وعدم القدرة على الوصول إلى تلك الممرات خوفاً من انهيارات محتملة، وبعد أن أصبحت القلعة تحت سيطرة الثوار تم توثيق جميع الانتهاكات بحق القلعة التاريخية المسجلة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي ومسجلة دولياً في اليونسكو حيث بدأت قوات الثوار في الجبهة الجنوبية والمتمثلة بفرقة شباب السنة في بصرى الشام بإعادة ترميم وإحياء للقلعة التاريخية التي أحدثت فيها قوات الأسد الكثير من الانتهاكات.