تمكنت رزان الصوص التي لجأت إلى بريطانيا من افتتاح مصنع لانتاج الألبان والأجبان في مقاطعة يوركشاير والذي أصبح من أفضل المصانع المختصة بهذا المجال.
وفرَّت رزان الصوص من سوريا عام 2012 مع زوجها رغيد وأطفالها الثلاثة هرباً من الموت كما فعل نحو 5 ملايين سوري، ووصلت إلى بريطانيا بلا نقود ومصطحبة معها القليل من متعلقاتها الشخصية.
ولم ترغب الصوص وعائلتها في مغادرة البلاد لكن تفجيراً وقع بالقرب من مكتب زوجها أجبرهم على الخروج من سوريا خوفاً على أطفالهم.
من دراسة الصيدلة إلى صناعة الألبان والأجبان
وأوضحت رزان “لوكالة شهبا برس” أنها درست التحاليل والمخبرية وبعدها دخلت كلية الصيدلة، لكنها لم تكمل بسبب ظروف البلاد والحـ.ـرب، وكانت تعمل في مكتب متخصص في بيع معدات المختبرات، لكنها غادرت دمشق إلى بريطانيا واستقرت في ولاية “هدرسفيلد” حيثوا عاشت مع عائلتها المكونة من 5 أشخاص في غرفة واحدة في منزل شقيق زوجها.
وأشارت إلى أنهم في بداية وصولهم إلى أوروبا لم يلجأوا للجمعيات الخيرية بل بدأوا بالبحث عن العمل هي وزوجها المختص بهندسة الإلكترون.
وأضافت رزان “لشهبا برس” أنها وزوجها فكروا بشق طريقهم بأنفسهم بسبب عدم رغبتهم في أن لا يكونوا عالة على أحد، وخلال وجودهم في بريطانيا لاحظوا حاجة السوق البريطانية للجبنة الحلوم كون بريطانيا تعد من أكبر المستهلكين لهذه الأجبان و لكن لا يوجد مصانع لانتاجها، بل يتم استيرادها.
وتابعت رزان: “من هنا جاءت الفكرة بتوظيف الموارد المحلية من الحليب الطارج ذو الجودة العالية والبدء بمشروعنا ولو كان بمعدات بدائية متواضعة”.
ولم تكن تمتلك رزان المال للبدء بمشروعها، لكنها حصلت على قرض بقيمة 2500 جنية إسترليني فقط من “وكالة المشاريع المحلية” ونوهت “الصوص” بأنه كان لها الدور بالبحث عن كيفية صناعة الجبنة والعمل على دراسة المشروع من الناحية التقنية وقام زوجها بتعديل بعض الآلات لتقوم بالعمل المطلوب، وببتضافر جهودهما معاً استطاعا أن يأذخا ترخيص لفتح ورشة صغيرة بالبداية عام 2014.
وتتابع رزان حديثها لشهبا برس: “حصلنا على العديد من الجوائز أولها الجائزة البرونزية على مستوى العالم، و بعد سنة حصلنا على الجائزة الذهبية على مستوى العالم و الفضية على مستوى إنكلترا، و العديد من الجوائز الاخرى ما يقارب ٣٣ جائزة حتى الان.
أصل تسمية المعمل
وعن سبب تسمية معملها باسم Yorkshire Dama Cheese قالت رزان إن Yorkshire هو اسم المقاطعة التي تعيش بها مع أسرتها، و Dama هو اختصار لـ Damascus وهو اسم دمشق باللغة الإنكليزية، وأردات من خلاله أن لا تنسى أصولها وأن يبقى الاسم في ذاكرة أطفالها بأن أصولهم من دمشق.
وتابعت الصوص أنها التقت بالعديد من الأشخاص المؤثرين مثل نجمة هوليوود كيت بلانشيت التي أجرت مقابلة معها كونها سفيرة للنوايا الحسنة.
وختمت أنها نشجع باقي السوريين وغيرهم بعدم الاستسلام للظروف ودعتهم للتفكير بالبعد عن النمطية و الاستماع لدعم و تشجيع كل صاحب فكرة ريادية، وأكدت أن البناء يبدأ بفكرة و ينمو بالإصرار و المثابرة.
ورزان الصوص ليست اللاجئة السورية الأولى التي تمكنت من التغلب على الصعاب في بلاد اللجوء حيث حقق العديد من اللاجئين السوريين في بريطانيا وأوروبا وتركيا نجاحات في مختلف المجالات.