على خلفية دخول الروس إلى سوريا وتكثيف الجهد الإيراني أصبحت الساحة السورية محطة خالية من أي وجود لأصدقاء سورية الذين صدعوا الرؤوس بخطوطهم الحمراء وسياساتهم الخمولة على مدى أعوام الثورة السورية.
الموقف التركي مثالاً، لا يختلف كثيراً عن الموقف الأوروأمريكي الذي بدا وكأنه مرحّباً بدخول الروس إلى سوريا التي اتجهت بالنظام باتجاه إعاة تأهيلة وإحيائه من جديد، وكانت أولى خطوات الدب الروسي تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، حيث تسلمت إيران ومليشياتها الشيعية دمشق ومحيطها بينما تسلمت القوات الروسية الساحل السوري ومحيط حلب بالقرب من معامل الدفاع التي أعادت هيكلتها لتستقبل طائرات الشحن الروسية.
لم يعد الموقف التركي كما هي العادة ولم يعد للأتراك أي سلطة تنفيذية سوى في مناطق صغيرة في سورية عبر فصائل لا تزال على تواصل مباشر معها، حتى أولئك المرتبطين بغرف عمليات أصدقاء سوريا لم يعد للأتراك أي سلطة على تحركاتهم.
وما فشل الأتراك في فرض منطقة آمنة إلا بداية لإنهيار الدور التركي في سوريا وانحساره فعلياً، وعلى الرغم من تقاطع المصالح الدولية مع الدور التركي في سوريا إلا أنها لم تنجح في فرض أي حل ولو كان بشكل مؤقت.
وما تصريحات رئيس الوزارء التركي أوغلو إلا ذر الرماد في العيون وتلميع الدور التركي الذي بدا ضعيفا، حيث أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو اليوم الإثنين على موقف بلاده بعدم وجود دور لبشار الأسد في أي عملية انتقالية في سوريا.
وقالت صحيفة "حرييت" التركية: إن داود أوغلو الموجود في نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أمس الأحد: إن تركيا تقبل أي حل سياسي يوافق عليه السوريون، لكن يجب ألا يكون الأسد جزءًا منه.
وأشار إلى أن الحكومة التركية مقتنعة بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية، نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم، ما نقتنع به في هذا الشأن لم يتغير" بحسب الصحيفة.
لا ترقى هذه التصريحات إلى أن تكون فعلية يمكن ترجمتها بشكل واقعي على الأرض، ولا يمكن أيضاَ التهجم على الحكومة التركية بشكل عنيف والتي واجهت تحديات جمة خلال المرحلة الماضية من عدة جهات، تحديداً حزب PKK الذي حُركت ملفاته من قبل المخابرات الأمريكية والألمانية التي لا تريد دوراً بارزاً للإخوان المسلمين في المنطقة "منطقة الشرق الأوسط الكبير".