تدفع التغيرات المناخية العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات عالمية لتغيير طرق إنتاج واستهلاك الطاقة، وأهمها تحويل النفايات إلى طاقة مثل الطاقة الخضراء أو المتجددة، الأكثر أمانًا للبيئة.
ومن المتوقع أن يبلغ الاستثمار في توليد الطاقة الجديدة 13.3 تريليون دولار أمريكي عالميًا، قبل عام 2050.
وسيُخصص حوالي 83% من ذلك المبلغ (11.03 تريليون دولار أمريكي) لتقنيات خالية من الانبعاثات، حيث يمثل النمو النظيف أهم فرص النمو الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا السياق، بدأت الحكومات في الشرق الأوسط بالاستثمار من أجل مستقبلٍ أنظف. وتمتلك منطقة الخليج موارد متجددة وفيرة. وبالإضافة إلى استغلالها أشعة الشمس المنتظمة لتطوير الطاقة الشمسية، اتخذت المنطقة أيضاً خطوات في مجالات أخرى، منها تحويل النفايات إلى طاقة.
تحويل النفايات إلى طاقة
وعند تحويل النفايات إلى طاقة، يتم الاستفادة منها بطريقتين، إذ قال الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة في دولة الإمارات الدكتور خورخي رودريجيز لموقع CNN بالعربية: “يزال الضرر الناجم عن تلك النفايات على البيئة بسبب معالجتها”، مضيفًا: “ونحصل على طاقة تعتبر خضراء لأنها لا تأتي من الوقود الأحفوري، ولا تضيف صافي ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي”.
ورغم أن حرق النفايات العضوية لتوليد الحرارة يعتبر من الخيارات التقلديية، إلا أنه ينتج عن هذه العملية مخاوف بيئية متعلقة بجودة الهواء والانبعاثات.
وتساعد التطورات الحديثة في التكنولوجيا في إنشاء مصادر وقود بديلة صديقة للبيئة بشكل أكبر من الوقود الأحفوري، إذ تشهد دول مجلس التعاون الخليجي تطورات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة.
ولا تعد إمكانات المنطقة كبيرة في مجال الطاقة الشمسية فقط، بل هي مناسبة أيضاً لبعض التقنيات البيولوجية مثل الهضم اللاهوائي (الهضم الهوائي للنفايات العضوية هو بديل مستدام للحرق)، والذي يعمل بشكل أفضل في درجات الحرارة الدافئة إلى العالية، بحسب ما ذكره رودريجيز.
وكما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى حول العالم، تتمثل بعض من التحديات الرئيسية في مجال تحويل النفايات إلى طاقة في الفصل المناسب للنفايات وفقاً لأنواعها المختلفة، والخدمات اللوجستية لنقل النفايات، بينما تتمثل الفرصة المثالية بالظروف المناخية الدافئة، إذ أكد رودريجيز: “تعتبر الظروف المناخية الدافئة المؤاتية لهذه العمليات ميزة كبيرة”.
فرصة نمو هائلة
ويكمن التحدي الأكبر في عمليات تحويل النفايات إلى طاقة كإستراتيجية بحجم الاستثمار الرأسمالي المطلوب من أجل المحطة، والبنية التحتية، والصيانة الخاصة بها للتعامل مع حجم المشكلة.
وتساهم العديد من الشركات في مجال تحويل النفايات إلى طاقة، إذ عملت “Kiverco” ومقرها في أيرلندا الشمالية، على العديد من المشاريع لمعالجة كميات كبيرة من النفايات الجافة القابلة لإعادة التدوير في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير حل لمعالجة النفايات لتحقيق “صفر نفايات” في مشروع البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية.
ومن جهته، قال مدير مبيعات التصدير لشركة “Kiverco” الذي يتولى مسؤولية منطقة الشرق الأوسط، غابرييل أوكيف، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: “نظراً للزيادات في توليد النفايات، لا شك أن هناك فرصة نمو هائلة ناجمة من تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة”.
وأشار أوكيف إلى أنه من المتوقع زيادة النفايات في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 143% بين عامي 2012 إلى 2025، وبنسبة 150% في الفترة ذاتها في المملكة العربية السعودية، مضيفًا: “يمكن إنتاج 500 كيلوواط من الطاقة عادةً من كل طن من النفايات”.
وأوضح أوكيف أن الاستثمارات الحالية التي تشهدها منطقة الخليج تظهر أن هناك رغبة لتحسين عمل هذا القطاع، مؤكدًا: “ستساعد التحسينات في تكنولوجيا الانبعاثات على جعل مجال تحويل النفايات إلى طاقة خياراً أكثر خضاراً واستدامة للنفايات التي ليس لها غرض آخر أو قيمة أخرى حول العالم”.