الرئيسية » ميتا “تلغي” ميزة التعرف إلى الوجوه.. كيف ستتأثر خططها المستقبلية؟

ميتا “تلغي” ميزة التعرف إلى الوجوه.. كيف ستتأثر خططها المستقبلية؟

فاجأت شركة “ميتا”، فيسبوك سابقاً، العالم بقرارات جذرية تتعلق بالخصوصية، لطالما طالب بها المتخصصون في العناية بالأمن المعلوماتي للمستخدمين وخصوصية بياناتهم، وذلك بعد إعلان مديرها التنفيذي، مارك زوكربيرج، تحول اتجاه الشركة من التركيز على المنصات الاجتماعية إلى عالم الميتافيرس الافتراضي الواسع.

بدأ الأمر بإعلان “ميتا”، خلال فعاليات مؤتمرها السنوي Facebook Connect 2021، إسقاط شرط تسجيل الدخول بحساب فيسبوك لامتلاك وتشغيل نظارات أوكيلوس الذكية للواقع الافتراضي، وهو شرط وضعته الشركة في أكتوبر 2020، جعل جميع المستخدمين الجدد لنظارات Oculus Quest 2 مضطرين لتسجيل الدخول لنظاراتهم عبر حساباتهم على فيسبوك.

وأثار ذلك حفيظة خبراء الخصوصية والمستخدمين على حد سواء، لأنه يفتح مجالاً واسعاً للشركة لاستهداف المستخدمين داخل عالم الـ VR، بإعلانات موجهة على أساس تفضيلاتهم على فيسبوك.

وكان القرار الثاني هو العمل بـ”تقنية التعرف إلى الوجوه” Face Recognition، والتي اعتمد عليها فيسبوك لسنوات في تقديم العديد من الخدمات، مثل اقتراح الإشارة لأصحاب الوجوه في الصور، وكذلك تنبيه من يظهرون بالصور إلى نشرها على الشبكة الاجتماعية، إضافة إلى استخدام التقنية في توثيق حسابات المستخدمين، كما قررت “ميتا” حذف مليار بصمة من بصمات الوجوه المخزنة لديها نهائياً.

نوايا “ميتا”

وفي الوقت الذي جذبت “ميتا” الأنظار إليها عبر قراراتها الجديدة، التي تحاول عبرها إبداء تغيير في سياساتها نحو الخصوصية، إلا أن هناك بعض العلامات التي توضح أن تلك القرارات تنطوي على “نوايا خفية”، لأن البيان الرسمي لـ”ميتا” بشأن إلغاء العمل بميزة Face Recognition، لم ينفِ أهمية التقنية، ولكنها أوضحت استماعها لتخوفات المستخدمين منها.

ولكن في نفس الوقت تركت “ميتا” الباب مفتوحاً لإمكانية استخدام التقنية مرة أخرى مستقبلاً، ولكن مع تعديلات في آليات تطبيقاتها، لتضمن سلامة وخصوصية المستخدمين بشكل أفضل، مثل الاعتماد على أنظمة التعرف إلى الوجوه العاملة على هواتف المستخدمين بشكل مباشر، بحيث لا تغادر بصمة الوجه هاتف المستخدم، وفي نفس الوقت يمكن لفيسبوك تقديم المزيد من المزايا المعتمدة على تلك التقنية.

ينعكس ذلك على اتجاه “ميتا” إلى عالم “الميتافيرس”، والذي يعتمد في المقام الأول على مشاركة وتفاعل المستخدمين في صورة شخصيات افتراضية متعددة الأشكال، ومنها استخدام “أفاتار Avatar” يحمل وجوههم الحقيقية، وكذلك دخولهم في صورة هولوجرام، وفي الحالتين بالتأكيد سيكون من شأن “ميتا” جمع بيانات حول هيئاتهم.

 

قد يتضمن جمع البيانات بصمات الوجوه، وفي هذه الحالة سيكون الأمر متعلقاً بأمور مثل تنظيم تفضيلات المستخدمين بشأن من يرغبون في مقابلتهم داخل العالم الافتراضي التفاعلي، بحيث يمكن لأنظمة “ميتا” حجب ظهور شخصيات بعينها لا يرغب المستخدم في مقابلتها.

كما سيمكن للشركة الاعتماد على بصمة وجوه المستخدمين، للنفاذ إلى حساباتهم في عالم “الميتافيرس” خلال ارتدائهم للنظارات الذكية، دون الحاجة إلى إدخال كلمات المرور التقليدية، وعندها أيضاً ستحتاج “ميتا” إلى تخزين ومعالجة بصمات وجوه المستخدمين.

حسابات العمل

أما قرار اشتراط استخدام حساب فيسبوك لتسجيل الدخول إلى نظارات أوكيلوس كويست، والتي ستحمل اسم Meta Quest بداية من العام المقبل، فإن زوكربيرج وأندرو بوزورث، المدير التقني لـ”ميتا”، يريان أنه لا يجب أن يكون شرطاً لاستخدام نظارات الشركة الذكية، ولكن يمكن للمستخدم عندما يتفاعل داخل عالم الميتافيرس، لأغراض متعلقة بالعمل أن يقوم باستخدام “حسابات للعمل Work Accounts”.

وتلك الحسابات هي ميزة ستصل بداية من العام المقبل إلى عالم Horizon الافتراضي التفاعلي، وبذلك سيكون هناك حسابات عمل مرتبطة بها معلومات استخدام “هوريزون”، ويمكن عندها كذلك استهداف المستخدم بإعلانات على أساسها.

وعلى الرغم من قرارات “ميتا”، الساعية لتبييض سجلات الشركة السابقة من سقطاتها المتكررة على مدى سنوات طويلة، إلا أن الشركة لن تتمكن من إنكار ما يردده المستخدمون والخبراء، بأن هناك خططاً ونوايا خفية لديها، بشأن استخدام المزيد من بيانات المستخدمين لخدمة أرباحها والتي تعتمد نسبة 98% منها على الإعلانات الموجهة.

ولكن إلى أي مدى سيمكن لشركة زوكربيرج أن تحافظ على التوازن، بين خصوصية المستخدمين ورضى الخبراء والمشرعين عن ممارساتها، وبين نهمها الشره نحو الأرباح، وستتضح إجابة هذا السؤال خلال الأشهر المقبلة، مع بدء دخول قرارات الشركة الجديدة حيز التنفيذ، وكذلك مع السنوات المقبلة وانتقال المستخدمين لعالم الميتافيرس.

المصدر: الشرق