مع ساعات الصباح الأولى اليوم شنت قوات الأسد مدعومة بمليشيا لواء القدس ومليشيا حزب الله هجوماً على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي (باشكوي، رتيان، حردتنين) الواقعة على الطريق الواصل إلى معقلي قوات الأسد في نبل والزهراء، وذلك ضمن خطة حصار المدينة التي تسعى لتنفيذها مليشيات الأسد منذ مدة.
تقدمت مليشيات الأسد في ظروف جوية سديمية، تضعف بها الرؤية بشكل كبير بسبب انتشار الضباب، عبر البساتين والمزارع التي تفصل دويرالزيتون وسيفات التي تقع تحت سيطرة قوات الأسد وقرى باشكوي ورتيان والقرى المحيطة، حيث تسلل مقاتلو المليشيات كمجموعات راجلة مهدت الطريق لتلحق بها فيما بعد آليات عسكرية.
دخلت المليشيات القرى الثلاثة المذكورة، نشرت الذعر بين السكان في ساعات الصباح الأولى وهم لا زالوا نيام، وبحسب شهادات ناجين من هذه القرى ممن حالفهم الحظ بالهرب باتجاه البلدات القريبة الأمنة " قامت مليشيات الأسد بارتكاب مجازر بحق المدنيين" وإلى الآن لا توجد معلومات تؤكد هذه الروايات أو تنفيها بسبب استمرار المعارك هناك بين الثوار والمليشيات المعادية، يذكر أن عدد كبير من المدنيين الفارين من هذه القرى جرحوا بسبب استهدافهم من قبل مليشيات الأسد أثناء فرارهم، وبحسب مراسلنا توافدت إلى المستشفيات الميدانية القريبة جثامين 10 شهداء مدنيين وأكثر من 40 جريح مدني هذا ولم نتمكن من تحصر الأرقام النهائية إلى تاريخ تحرير هذا الخبر بسبب طبيعة الاشتباكات الحاصلة هناك والتي تحول دون اجلاء باقي الشهداء والجرحى.
تزامن ذلك مع استنفار كامل شهدته صفوف الثوار بحلب وريفها الشمالي، للتصدي للقوات المهاجمة، وبحسب مراسل شهبا برس توافدت أعداد ضخمة من الثوار على محاور بلدات رتيان وحردتنين، التي شهدت معارك طاحنة مستمرة إلى لحظة نشر الخبر، وقد تمكن خلالها الثوار من تحرير وسط بلدة رتيان فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة على أطرافها، كذلك بلدة حردتنين إستطاع الثوار تحرير أجزاء واسعة منها، بعد تراجع مليشيات الأسد التي بقيت محاصرة طيلة الساعات الماضية، وأضاف مراسل شهبا برس أن أعداد قتلى قوات الأسد على محاور رتيان حردتنين بالعشرات بينهم ضباط، وهناك عدد من الآسرى تم آسرهم ولم يكشف إلى الآن عن هوياتهم.
من جهة أخرى تزامن هجوم مليشيات الأسد مع تحركات عسكرية على أكثر من جبهة، في ريف حلب الغربي وفي الملاح وحندرات وفي أحياء المدينة، كحي الأشرفية والخالدية، وفي كل تلك المحاور تصدى الثوار للقوات المهاجمة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وأوقعوا قتلى في صفوف مليشيات الأسد كما في عقيربات التي قتل فيها 30 عنصر من قوات الأسد بحسب المكتب الإعلامي للجبهة الشامية.
أما الملاح فكانت المعارك على أشدها، حيث استطاع الثوار خلال المعارك المتزامنة مع معارك رتيان وحردتنين تحرير أغلب المباني التي تتحصن فيها قوات الأسد في الملاح وبحسب ناشطين تمكن الثوار من قتل أكثر من 100 عنصر للمليشيات الشيعية المتمركزة هناك.
كما شن الثوار أكثر من هجوم على مواقع وتحصينات قوات الأسد في مختلف جبهات حلب للتخفيف عن جبهات شمال حلب، حيث شهدت جبهات ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة قتل خلالها عدد من عناصر قوات الأسد، كذلك استهدف الثوار نهار اليوم معاقل قوات الأسد في مناطق سيطرة النظام في الأحياء الغربية موقعين إصابات محققة في صفوف قوات الأسد.
في سياق متصل شنت مقاتلات الأسد الحربية أكثر من عشرة غارات جوية على القرى القريبة من جبهات القتال " حيان وبيانون وأطراف رتيان " كذلك حلق الطيران المروحي مساء اليوم وألقى عدد من البراميل المتفجرة على حيان بريف حلب الشمالي، كذلك قصفت هذه القرى والبلدات بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية خلال ساعات النهار سقط بسببها عدد من الجرحى من المدنيين.