لا أحد ينكر مدى الارتباط التكويني بين الأسد وداعش التي كانت وليدة شرعية لنظام لطالما حاول إخماد ثورة الشعب السوري ولم يستطع، فلجأ لخلق هذا الكيان السرطاني في الأرض السورية ليعيث فيها فساداً وتقتيلاً.
كل الوقائع على الأرض السورية تثبت ارتباط النظام والتنظيم سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً من حيث التزامن في شن الهجمات العسكرية على مواقع الثوار والانسحابات والاستلام والتسليم للمخزونات الضخمة من الأسلحة الفتاكة ومن بينها أسلحة كيماوية استخدمت مؤخراً ضد الثوار في ريف حلب الشمالي، والتي كان مصدرها الأسد الذي سلم كميات لا يستهان بها للتنظيم للحفاظ على وجوده بعد ما أصر الثوار على إنهاء وجوده ومحاربته.
كذلك تتزامن عمليات باريس الإرهابية مع بروز موقف مناصر للثورة السورية في الأوساط الداعمة لها والدول الحليفة مثل فرنسا ورئيسها الذي أصر على رحيل المجرم الأسد، وأكد أكثر من مرة أن لا مستقبل له في سوريا، وهنا يبرز السؤال الأهم كيف نفذت مخابرات الأسد وبالتعاون مع داعش هجمات باريس وهل ستنجح فعلاً في بلورة موقف أوربي يعيد تأهيل الأسد.
أمس وعلى خلفية الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس أعاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر مقطع مصور لمفتي الأسد المجرم أحمد حسون، يعود لبدايات الثورة السورية عام 2011، حين صرح في لقاء مع وفد لبناني زار دمشق، بأنه "في اللحظة التي تقصف فيها أول قذيفة ولبنان فسينطلق كل واحد من أبنائهما وبناتهما ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين".
ورأى نشطاء أن تصريحات مفتي النظام السوري لم تكن تهديدات في الهواء، وذهب البعض إلى حد اتهام نظامه بالوقوف وراء تنظيمات متطرفة تنفذ الهجمات وتمولها في ظل هجمات باريس الدموية، وأضاف حسون حينها: "أقول لكل إنسان في أوروبا وأمريكا: سنعد استشهاديين عندكم إذا قصفت سوريا أو لبنان. وبعد اليوم، العين بالعين والسن بالسن".