أطل نصر الله مؤخراً عبر شاشة تلفزيون حزبه، الذي نقل له خطاباً مسجلاً من جحره في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث اتعرض على مدى الساعة تقريباً عضلات حزبه وحليفه الأسد وأمهما إيران.
بدى نصر الله في خطابه الأخير غير مرتاح للتغيرات المتسارعة في المنطقة العربية، والتحولات المهمة التي طرأت على السياسة العربية اتجاه مجمل القضايا، وقد ظهر القلق واضحاً على معالم وجهه الشاحب وقد زاد السواد تحت عينيه، فربما يكون نصر الله في أكثر مراحل عمره حرجاً ومن المرجح أيضاً أن نسف جحره في الضاحية بات قاب قوسين أو أدنى.
يدرك تماماً نصرالله أن التبدلات في السياسات العربية لن تبقي حزبه وعمالته لإيران خارج دائرة الإستهداف، ولذلك كان خطابه الذي بدا فيه هادئاً مبتسماً بين الحين والآخر من أكثر الخطابات وعداً ووعيداً، تخلله إعتراف صريح بالعمالة لإيران والتوعد بالتوغل أكثر في سورية عبر إرسال مقاتلين إلى مناطق لم تدخلها قواته سابقا بحسب قوله.
معركة القلمون أخذت حيزاً مهماً من خطاب نصرالله، وفي حديثه عنها بدا كعاهرة متلوية توزع الإبتسمات الملغومة، في إشارة منه إلى الإبقاء على عنصر المفاجأة في معركة قواته في سلاسل القلمون، ليخيف ربما كتائب الثوار التي تفتك بأبرز قياداته في ريف دمشق والقلمون.
لا جديد لدى زميرة الضاحية حسن، فقط كوب عصير الليمون الذي تناوله بشغف المتعطش للدماء، فالحق يقال ما يمر به حزبه وعصابته من قلق يدع حليمهم حيران، فتراه يهاجم السعودية تارة وتارة أخرى يدغدغ مشاعر العرب بفلسطين المسروقة، وها هو في خطابه الأخير يحذر من تقسيم أمريكي للمنطقة.
لا لم يقل الموت لأمريكا كما علّمه المعممين في إيران , على الرغم من أنه حفظها أكثر من اسمه في حظائر قم، زميرة الضاحية أراد القول أن الفرصة الأخيرة أمام العرب لتفادي تقسيم المنطقة أمامهم ولن ينفع ندم النادمين بعدها.