على مدى عشرة أيام تقريباً يستهدف طيران الأسد بشكل مكثف مدينتي مارع وتل رفعت في ريف حلب الشمالي بالطيرانين المروحية والحربية , ملقياً البراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية التي أودت بحياة العشرات من المدنيين, بسبب الكثافة السكانية التي تشهدها المدينتان.
في الوقت نفسه يتعرض الريف الشمالي لحلب هجمات عنيفة من قبل تنظيم داعش, الذي يكرر محاولاته لاقتحام مارع وتل رفعت والوصول إليهما بشتى الطرق , ولو حتى على أجساد المدنيين في كلا المدينتين.
لا يفوت التنظيم ولا النظام الفرصة فكلاهما له ثأر قديم جديد في ريف حلب الشمالي , ولكلاهما أيضاً ذكريات دامية مع الريف الذي لقنهم درساً بالبطولة لن ينسوه, فهاهم الآن "النظام والتنظيم" يداً بيد لتدمير الريف الشمالي وسحقه بقذائفهم وقنابلهم جواً وبراً, مستهدفين بحربهم هذه مئات الآلاف من المدنيين من سكان المنطقة والفارين من الأحياء المحررة بحلب المدينة التي تعرضت في وقت سابق لحملة تهجير وإبادة.
رعب وخوف يسود صفوف المدنيين الأبرياء شمال حلب بسبب القصف الهستيري من قبل داعش والنظام وبشكل يومي , فلا ملجئ للناس هنا ولا مفر من موت محتم على يد العصابتين اللتان تدعيان الخير للأمة, فالنظام ينادي بالمواطنة وتحرير الوطن وداعش تنادي بالدولة الإسلامية وإقامة الخلافة التي يسودها العدل, وكلاهما من إدعائاتهما براء.
من جانب آخر قصف الطيران المروحي أحياء حلب المحررة , وألقى البراميل على مساكن هنانو , الميسر , تل الزرازير , السكري , بالإضافة إلى مارع وتل رفعت التي أستشهد فيها أربعة مدنيين ووقع أكثر من عشرة جرحى.