زهران عبد الله علوش قائد جيش الإسلام شهيداً اليوم الجمعة بعد مسيرة طويلة وحافلة بالإنجازات على الصعيد الثوري في سوريا، اسم تردد في كل مكان، وتشهد له المعارك في مختلف المناطق، قاد أحد أهم الفصائل في الثورة السورية، بدأ بسرية، وانتقل بها إلى كتيبة، فلواء وصولاً إلى جيش فعلي، ولو رفض البعض هذه التسمية، فقد نجح جيش الاسلام بالظهور والعمل كجيش منظم، هيكلية وتنظيم وادارة.
ولد زهران علوش ١٩٧١ في دوما ودرس الشريعة وسار على منهج آبيه الشيخ عبد الله علوش، اعتقل وأطلق سراحه، شارك في بدايات العمل المسلح وشكل أولى الكتائب المسلحة، وبقي عصياً وصامداً مع فصيله طوال سنوات في أقرب النقاط لدمشق وأكثرها صعوبة، بفقده تفقد الثورة علم من أعلامها، ناله من الهجوم الكثير، ولم يثنه ذلك عن القتال، ولم تهز صورته أمام مقاتليه، الذين بقوا معه حتى نال ما خرج لأجله.
زهران علوش اغتيل مع خيرة قيادات جيش الاسلام، بعد غارة جوية من قبل طيران العدو الروسي استهدف اجتماع لقيادات جيش الاسلام وكان الشيخ زهران أبرز الشهداء.
يذكر بأن القائد الشهيد كان آخر ظهور له بعد صلاة الجمعة اليوم، قبيل ساعات من الغارة التي استهدفت اجتماعاً لقادة الجيش على جبهة المرج في الغوطة الشرقية والتي أودت بحياته مع قادة آخرين كانوا معه.
وكان آخر لقاء صحفي أجراه “علوش” مع صحيفة ديلي بيست الامريكية، قال فيه: “لقد بدأ جيش الإسلام بالتشكل مثله مثل باقي الفصائل الثورية التي وقفت بوجه النظام بعد أن استشرس في قمعه للمتظاهرين السلميين وزاد إجرامه بحق المنتفضين المطالبين بحقوقهم وحريتهم، ونتيجة استخدام النظام للحلول العسكرية والأمنية المرعبة والمجازر الفظيعة، كان لزاما البحث عن أدوات تحمي الشعب وترد عدوان النظام عنهم ومن هنا بدأت فكرة كل المجموعات الثورية في سورية بما فيها جيش الإسلام، وكان في البداية سرية مكونة من عدة عناصر هدفها حماية الناس ومنع النظام من اقتحام منازلهم ومن ثم تطور دورها بتطور الأحداث وبزيادة جرعة العنف من قبل ميليشيات الأسد التي أخذت في ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل فكان واجبا علينا تطوير دورنا بما يمكننا من حمايتهم ورد العدوان عن أهلنا.
لم يفلح الأسد أو تنظيم “داعش” خلال السنوات الماضية في الوصول إلى علوش، إلا أن صواريخ روسيا الموجهة استطاعت الوصول إلى مقره، في عملية استخباراتية كبرى تثير الكثير من الأسئلة حول الجهة التي سربت لموسكو احداثيات مكان المقر، كما لا يستبعد هنا وجود اختراق في صفوف جيش الإسلام للوصول إلى رأس هرمه.
تتجه الأنظار الآن إلى الغوطة الشرقية، التي يسيطر جيش الإسلام على معظم مفاصلها العسكرية والاقتصادية، حيث تتخوف مصادر بأن يحدث عملية اغتيال “علوش” شرخ في تلك المنطقة المحاصرة، والتي تشهد عمليات قصف تخلف مجزرة على أقل تقدير في اليوم الوحد، على وقع محاولات قوات الأسد المدعوم بالميليشيات الشيعية للتقدم في أكثر من جهة باتجاه عمق الغوطة ولاسيما في منطقة المرج.