المتابع للأحداث في سورية على مدار عام مضى لا بد له من أن يخرج باستنتاج واحد أن هناك مؤامرة ما تحاك ضد الثورة والثوار لالتهام مكتسباتهم الجغرافية والمعنوية، وإجهاض الحلم الذي دفع من أجله دماء مئات الألاف من الأبرياء وملايين المشردين.
"داعش، pkk" ثنائي طفيلي اعتاش وترعرع على مخلفات نظام بشار الأسد الذي دفع باتجاه تقويتهما ودفعهما إلى التمدد والتجبر على الأرض السورية، باستخدام أبشع الأساليب الدموية والتهجيرية التي مورست ضد السوريين.
شهادات وبراهين ودلائل استخباراتية أثبتت أن اتفاقات سرية وعلنية تجمع المليشيات المحسوبة على الأسد في سورية وجميعها في النهاية تصب في مصلحته لضرب الثورة السورية.
في السياق ذاته، جاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الأربعاء متطابقة، والتي أكدت على وجود تنسيق بين نظام الأسد وتنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)وتفرعاته، لاستهداف الفصائل الثورية في سوريا إضافة لاقتسام الحدود السورية التركية.
وأضاف "داود أوغلو": إن كلًّا من تنظيم داعش، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، اتفقا بحضور ممثلي نظام الأسد، في مدينة الحسكة السورية، يوم 28 من شهر أيار/ مايو الماضي على اقتسام المناطق الحدودية السورية التركية فيما بينهما خلال ذلك الاجتماع، مؤكدًا أن لديهم التفاصيل الكاملة التي دارت في ذلك اللقاء السري الذي استمر لساعات.
وأضاف أوغلو، أن الأسد تخلى عن مدينة تدمر لصالح تنظيم داعش، وكذلك انسحب التنظيم من مدينة تل أبيض لصالح حزب الاتحاد الديمقراطي، وبدأت جميعها في ضرب المعارضة السورية المعتدلة في مختلف مناطق سورية وتحديداً في الشمال.
وأكد أوغلو أن هناك لقاءات دورية بين تنظيم داعش و(PYD)، وبالتالي فإن داعش تجتمع بمنظمة (PKK) أيضًا بشكل دوري للتنسيق والدعم المتبادل في مختلف العمليات العسكرية الإرهابية.
من جانب آخر دخل الروس على التفاهمات القائمة أصلاً لحمايتها وضمان استمرارها بعدما أحس بوتين بقرب زوال الأسد الراعي الأول للإرهاب في سورية وتقدم الثوار من معاقله.
وما حصل في ريف حلب الشمالي من تنسيق بين النظام والتنظيم وتقاسم الحصص الذي ساد بعد سيطرتهما على مناطق جديدة واحتلالها إنما دليل آخر لا يقبل الشك، لكن برعاية روسية هذه المرة وبغطاء جوي وفرته طائرات بوتين لمليشيا التنظيم المقتحمة.